تقاطعت تصريحات قادة التحالف الرئاسي المجتمعون أمس بمقر حزب جبهة التحرير الوطني بالجزائر العاصمة حول أهمية الحفاظ والتمسك بهذا التكتل، بغرض تحقيق كافة الأهداف التي قام من أجلها قبل ست سنوات، وأجمعوا على أن التحالف ولد ليبقى ويساهم في إنجاح برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. فقد اجتمعت قيادة التحالف الرئاسي ممثلة في الأمين العام للأفلان السيد عبد العزيز بلخادم والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي السيد أحمد أويحيى ورئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني أمس لتسليم الرئاسة الدورية للأفلان بعد أن كانت للأرندي. وكانت المناسبة لتجديد العهد مع العديد من القضايا الوطنية السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية وحتى القضايا الدولية. وأكثر ما ميز الجلسة الافتتاحية التي حضرتها مختلف وسائل الإعلام، هي الرسائل الموجهة من طرف قادة الأحزاب الثلاثة والتي حملت عنوانا واحدا هو التأكيد على التمسك بالتحالف باعتباره خيارا استراتيجيا يهدف إلى ضمان الاستقرار في البلاد وتحقيق أهداف البرنامج الرئاسي الاقتصادية منها والاجتماعية وتعزيز الأمن والاستقرار في كل ربوع الجزائر. وقال الأمين العام للأفلان السيد عبد العزيز بلخادم الرئيس الحالي للتحالف إن هذا الأخير يكتسي أهمية بالغة لكونه مشروعا للتواصل والتلاقي وتكاتف الجهود. كما أنه مشروع يرفض التشرذم والتفرقة ويسعى إلى تحقيق التنمية الشاملة في البلاد من خلال تطبيق برنامج الرئيس بوتفليقة. وأضاف أن التحالف استطاع أن يؤسس فضاء للحوار والتشاور وثقافة نبذ الاقصاء والتفرقة. معتبرا الأهداف المسطرة في برنامج التحالف إطارا ناجعا ساهم في تجاوز كل المحاولات الرامية إلى تعطيل جهود التنمية في البلاد. ويرى أن التحالف الرئاسي يعد بحق وجها من أوجه الديمقراطية، كونه يعزز الممارسة السياسية الحقة ويركز جهوده من أجل خدمة البلاد وتحقيق الرفاهية بكل تفرعاتها. ومن جهة أخرى أوضح السيد بلخادم أن التحالف الرئاسي الذي عمل ويعمل تحت غطاء البرنامج الطموح للرئيس بوتفليقة يسعى إلى تعبئة المواطنين خاصة في هذه المرحلة الحالية التي تعرف انطلاق البرنامج التنموي 2010-.2014 وتحدث من جهة أخرى عن التنسيق الموجود بين الأحزاب الثلاثة وأشار إلى أن كيفية تعاطيها مع بيان السياسة العامة للحكومة يعكس مستوى التنسيق فيما بينها، وفي هذا الإطار أرجع الأمين العام للأفلان تأجيل تسلم حزبه الرئاسة الدورية ب7 أشهر إلى طلب تقدم به شخصيا بغرض الإعداد الجيد لبيان السياسة العامة. ومن جهته خاطب السيد أحمد أويحيى نظيريه في الحزبين الآخرين ''بالأخوين'' ووجه لهما تحية خاصة وأشاد بدورهما في دعم الحكومة على مستوى البرلمان والمجالس المنتخبة وكذا لمساهمتهما في نجاح فترة رئاسة الأرندي للتحالف وذكر في سياق تقديمه لحصيلة قرابة عشرة أشهر من الرئاسة الدورية لهذا التكتل أن هذا الأخير يمثل مسارا لا يتجزأ وأن نتائجه تقيم في الميدان. وإن اعترف الأمين العام للأرندي بعدم بلوغ الأحزاب الثلاثة مستوى التنسيق في النشاط الحزبي، إلا أنه أكد على وجود تلاحم في الصفوف من خلال المؤازرة في الدعم المتقاسم عند كل نشاط ينظم مركزيا أو محليا من طرف الأحزاب الثلاثة. وأضاف أن التحالف كان نشطا وجد فعال من حيث غايته الجوهرية ومبتغاه السياسي وساهم على جميع الأصعدة في إنجاح برنامج الرئيس بوتفليقة ميدانيا واستفادت بفضله الحكومة من صلابة المواقف في البرلمان. وأوضح السيد أويحيى أن التحالف الرئاسي كان في الأشهر الماضية طرفا فاعلا في ملفات عديدة منها ملفات على مستوى الحكومة أو البرلمان وتجنيد الأحزاب على المستوى المحلي لتنفيذ برنامج الرئيس. وبدوره اعتبر السيد أبو جرة سلطاني التحالف الرئاسي ''خيارا وطنيا وآلية من آليات الاستقرار'' في الجزائر كما ساهم في جعل التحالف مبدأ قائما ليس على ''مستوى الصفوة ولكن على مستوى البلديات كذلك...كما اصبح ما يشبه ثقافة وطنية''. وبالنسبة للسيد سلطاني فإن التحالف الرئاسي كان له دور ريادي في تحقيق الأهداف المسجلة في البرنامج الرئاسي خاصة في المجال الأمني، ودعا في هذا السياق بعض الأطراف الموجودة خارج التحالف إلى عدم مقارنة الجزائر بدول لم تشهد نفس الأحداث. وفي هذا السياق أشار إلى النتائج المحققة في إطار المصالحة الوطنية وأكد أن الحديث عنها لن يرقى إلى مستوى ما هو مجسد في الميدان. ومن جانب آخر دعا رئيس حركة حمس إلى تعزيز التنسيق العمودي بين أحزاب التحالف الرئاسي ومواجهة كل التحديات التي تواجه البلاد في الوقت الراهن، واقترح كذلك التنسيق حول الهوية لمحاصرة من يعتقد أن ''مواقف الجزائر ستتغير بمجرد رحيل جيل الثورة'' مؤكدا أن جيل الاستقلال سيكون ''خير خلف لخير سلف''. وللإشارة فقد ناقش قادة التحالف في اجتماعهم المغلق أمس مقترح عقد ندوة وطنية لإطارات الأحزاب الثلاثة قبل نهاية الثلاثي الأول من العام القادم، كما تطرقوا إلى مواضيع تتعلق بالتشاور بخصوص مشاريع القوانين التي تعرض على البرلمان للمناقشة والتصويت وكيفية التحرك المشترك لدعم برنامج الرئيس بوتفليقة ومحاربة الفساد ووضع برنامج من أجل توعية المواطنين، ومحاربة الإرهاب ورفض التدخل الأجنبي وخاصة بدول الساحل الإفريقي.