مجالس بلدية عجزت حتى عن إصلاح زجاج النوافذ المكسر!
تتلقى مديريات التربية عبر الوطن بشكل دوري، تقارير صادمة عن تسيير المدارس الابتدائية، صادرة من قبل مدراء هذه المؤسسات. وتشير مصادر "البلاد "، إلى أن مدراء الإبتدائيات ومن باب إخلاء للمسؤولية من أي تقاعس، يراسلون الوصاية ممثلة في مديريات التربية ويدعونها إلى التدخل بالرغم من أن تسيير هذه المؤسسات التربوية يخضع لسلطة البلديات بشكل مباشر. فيما تتكفل مديريات التربية بتسيير المتوسطات والثانويات. وتتضمن تقارير هؤلاء المدراء حسب المصادر ذاتها لحالات تسيب وإهمال عديدة ومن ذلك عدم التدخل حتى لإصلاح وضعية النوافذ وتغيير الزجاج المكسر، وتتحدث التقارير عن عدم توفير التدفئة سواء من حيث المدافئ أو من حيث المازوت، حيث يؤكد التقرير أن إهمال البلديات لم يقتصر على المؤسسات التربوية المتواجدة بالمناطق النائية بل يمس حتى الإبتدائيات المتواجدة بمقرات البلديات، زيادة على عدم التدخل لصيانة المعدات كحال الكراسي والطاولات وأكثر من ذلك عدم التدخل لصيانة وضعيات الحجر الدراسية والتي منها من أضحت تشكل خطرا على التلاميذ لتضمنها تشققات عديدة، وأضافت المصادر، أن مدراء المؤسسات التربوية المذكورة يراسلون بشكل دوري رؤساء البلديات والمنتخبين ويطالبون بالتدخل وإصلاح أوضاع الإبتدائيات، إلا أنه يسجل تقاعسا كبيرا وعدم التدخل الآني مثلما يفرضه القانون، الأمر الذي يجعلهم يوجهون تقاريرهم إلى مديريات التربية المعنية. العديد من مدراء المدارس الإبتدائية وفي تصريحات متطابقة ل "البلاد"، أكدوا أن أولياء التلاميذ ينظرون إلى المدير بكونه هو المسؤول الأول عن تسيير المؤسسة من كل الجوانب ويحملونه المسؤولية الكاملة، إلا أنهم يجهلون أن المدير يسير المؤسسة فقط من الجانب البيداغوجي والتنظيمي. فيما تتكفل البلديات بالتسيير المتعلق بالصيانة وتوفير جميع الإمكانيات المادية الأخرى، مشيرين إلى أنهم يصطدمون دوما بالتجاهل من قبل "الأميار" والمنتخبين لوضعيات المؤسسات التربوية تحت الوصاية التسييرية. وقال مدير إبتدائية "أرسلت 3 التماسات تدخل لإصلاح زجاج النوافذ دون تدخل، مما جعلني في الأخير أصلح النوافذ من جيبي، خاصة وأن التلاميذ كان يرتعدون بردا"، وهي الصورة التي يمكن إسقاطها على العديد من الإبتدائيات عبر الوطن. في السياق ذاته، قال يحياوي قويدر، الأمين الوطني المكلف بالتنظيم في النقابة الوطنية لعمال التربية في تصريح ل "البلاد "، إن البلديات أصلا عاجزة عن توفير أبسط الضروريات للإبتدائيات كحال مواد النظافة والصيانة الدورية وتوفير عمال دائمين في النظافة والحراسة، ليضاف لها ملف المطاعم المدرسية وهو ملف كبير كان مؤرقا لوزارة التربية، نظرا للعدد الكبير جدا للابتدائيات مقارنة بالمتوسطات والثانويات، وأضاف المتحدث باسم نقابة "الأسانتيو" أن الإشكال اليوم بعد فصل كامل وزيادة في تسيير البلديات لهذا الملف بالخصوص بعد صدور المرسوم شهر أوت 2016 وتطبيقه في سبتمبر 2017 لاحظنا عجزا في فتح المطاعم المدرسية وهناك مطاعم مغلقة ومطاعم تقدم وجبات باردة ونظرتنا على العموم هي "أنه لايعقل إسناد تسيير الابتدائيات للبلديات نظرا لما تعانيه المجالس البلدية من حالات انسداد دائمة وصراعات بين المنتخبين ". وتساءل المتحدث "لماذا المتوسطات والثانويات تُسيير ماليا وإداريا وبيداغوجيا من طرف وزارة التربية فيما يتم التخلي عن تسيير الإبتدائيات ماليا وإداريا لصالح البلديات والجماعات المحلية؟!"، مؤكدا أن هذا التسيير العشوائي ضحيته التلميذ بالمناطق النائية والصحراوية.