ألف ليبي هربوا إلى معبر ''السلوم'' الحدودي مع مصر بعد شهر من قيام الانتفاضة الشعبية في ليبيا، لم يعد الثوار يسيطرون سوى على بنغازي شرقا وعلى مصراتة غربا، خصوصا بعد سقوط أجدابيا أمس. وبينما تواصل قوات القذافي زحفها إلى بنغازي، أعلنت باريس، على لسان وزيرها للخارجية، أنها ''لا تستطيع منع القذافي من استعادة بنغازي''، وهو مؤشر قوي على استعادة القذافي لأجزاء واسعة من البلاد. ميدانيا، وفي الزوارة، في أقصى غرب ليبيا، قال شهود عيان لوكالة رويترز للأنباء إن الكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي فرضت سيطرتها على المدينة، وأن القتال مع الثوار انتهى. ووصف هؤلاء ما تشهده المدينة بحرب إبادة، وشبهوه بما تعرضت له مدينة الزاوية قبل أيام، بينما ما تزال قوات القذافي تسيطر على مدينة راس لانوف ومينائها النفطي. وأفادت تقارير إعلامية أن الثوار يسيطرون على مدينة البريقة، في مواجهة محاولات تبذلها قوات تابعة لكتيبتي خميس والساعدي للسيطرة عليها من جهة الغرب. ونقل شهود عيان أن خمس سيارات تقل مدنيين قصفت بالصواريخ وهي في منتصف الطريق بين البريقة وأجدابيا، وهو ما أدى إلى مقتل ركاب السيارات جميعا. وفي غضون ذلك، قالت قناة الجزيرة إن العقيد الركن، خليفة بلقاسم حفتر، الذي كان أحد قادة الجيش الليبي في الحرب مع التشاد، عاد إلى ليبيا لدعم الثوار. وفي سياق متصل، كان اللواء محمد عبد الرحيم، الذي انشق عن قوات القذافي قبل أسابيع، قد دعا المجتمع الدولي إلى مد الثوار بالأسلحة بدلا من التفرج على القذافي وهو يذبح شعبه. وتحدثت تقارير صحفية، أمس، عن هروب مئات المواطنين من مدينة أجدابيا باتجاه بنغازي، عاصمة الثوار، في ظل القصف المكثف الذي سلطه سلاح الجو التابع للقذافي. وأسفرت هذه المواجهات عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين على الأقل، حسب ما أوردته مصادر طبية. وأعلن التلفزيون الرسمي الليبي السيطرة على عدة مدن، منها مدينة أجدابيا، لكن متحدثين باسم الثوار أعلنوا أن المواجهات متواصلة ولم يتم حسم الأمر بعد. وفي سياق الحرب النفسية، تلقى سكان أجدابيا رسائل نصية عبر هواتفهم، تبلغهم بأن ''مدينة أجدابيا ستكون قريبا محررة وآمنة''. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية نداء استغاثة لبعض سكان أجدابيا الذين طالبوا بتدخل حلف الناتو لإنقاذهم من قصف القذافي. ورصدت الوكالة مشادات بين بعض السكان والثوار، قائلين لهم: ''لماذا تأتون مع الجرحى وتتركون مواقعكم الحربية''. وأمام تدهور الوضع الإنساني وازدياد تقدم قوات القذافي نحو الشرق، دعت المفوضية العليا للاجئين، التابعة للأمم المتحدة، الثوار للسماح للسكان بالهروب من مواقع القتال تأمينا لحياتهم. وأعلنت ميليسا فليمينغ، متحدثة باسم المفوضية، أن ''حوالي 2250 شخص من بينهم ألف ليبي قد وصلوا إلى الحدود المصرية هربا من الموت''.