يرى الكثير من الضالعين في شؤون الرياضة الجزائرية، أن رحيل وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي عن الوزارة، سيشكل زلزالا في الأوساط الرياضية ككل وعلى رأس ذلك الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ومعها رئيسها خير الدين زطشي ورابح ماجر مدرب المنتخب الوطني، اللذان كانا من بين الأسماء التي أخذت دعما غير متناهي من طرف الوزير. ويرى الكثيرون أن الثنائي أخذا قوتهما وصلابتهما منذ تواجدها على رأس الفاف والخضر على التوالي من الوزير ولد علي الذي كان يدافع عنهما لأقصى الحدود، رغم أن الاتحادية وقعت في المحظور في عديد الأمور التسييرية وهو ما ينطبق أيضا على رابح ماجر، هذا الأخير الذي لم يكن أحد يتصور أنه سيشرف على العارضة الفنية لكرة القدم، بيد أن مكالمة هاتفية على ما يبدو غيرت الكثير من الأمور وضغطت على الاتحادية حتى تعين "صاحب الكعب الذهبي" في هذا المنصب ويقال أن الوزير كان وراء تلك المكالمة ورغم أن الجميع اتفق على أن المنتخب مع رابح ماجر ليس في أيد أمينة، إلا أن وزير الرياضة كان في كل مرة يخرج بتصريحات يدعم فيها المدرب الوطني ويطالب بالصبر عليه وحمايته. وبالعودة لاتحادية كرة القدم، يعتقد الكثيرون أن الأخير كان المهندس الأساسي لصعود خير الدين زطشي على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وخروج محمد روراوة من الباب الضيق من كرة القدم الجزائرية. ويبقى السؤال الأكبر بعد رحيل وزير الشباب والرياضة يتعلق بالكيفية التي سيتعامل بها الرجلان، أي خير الدين زطشي ورابح ماجر مع واقع الأمر والانتقادات والأخطاء الفادحة التي وقعوا فيها وهل ستكون للثنائي الثقة والصلابة في التعامل مع الأمور، كما كان الأمر في الماضي القريب، أم أن رحيل الرجل سيدفع الثنائي للتفكير أكثر فيما سيقومان به لأن أي خطأ من شأنه أن يدفعهما للخروج من الباب الضيف والأكيد أن المستقبل سيكون كفيلا بالرد على هذا السؤال.
محظورات وقع فيها ولد علي وعجلت برحليه! وبعيدا عن دعمه غير المشروط للاتحادية الجزائرية لكرة القدم وتركيز كل جهوده على الكرة المستديرة حتى بات يسمى بوزير كرة القدم، فإن مدير الثقافة في تيزي وزو الأسبق، وقع في عديد الأخطاء التي اعتبرها كثيرون لا تغتفر ودفعت به إلى باب الخروج من بينها إدخال الرياضة الجزائرية في عديد المشاكل مع الهيئات الدولية في صورة اتحادية الكاراتي، الملاكمة وغيرهما من الاتحاديات التي ضيعت الكثير من بريقها. كما أن إصرار الرجل على وضع كل رجالاته أو بالأحرى التابعين له في مختلف الاتحاديات، جعله يخرق القوانين ويضع أعين مختلف الهيئات الدولية على الجزائر. من ناحية ثانية، فإن الفضائح التي هزت الرياضة الجزائرية شكلت أيضا سببا وجيها حتى يكون الرجل خارج أسوار وزارة الشباب والرياضة ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل حتى تراجع النتائج الرياضة الجزائرية في الآونة الأخيرة ودخوله في صراعات مع اللجنة الأولمبية الجزائرية وعلى رأسها بيراف وما حاط وراء هذا الصراع من كولسة وحيل أساءت كثيرا لصورة الجزائر مع الهيئات العالمية. ويرى البعض أن تشبث الشخص ودفاعه المستمر عن الناخب الوطني وحتى خير الدين زطشي يبقى غير مبرر، لا سيما مع حجم الأخطاء التي وقع فيها الثنائي ودفع الجزائريين للانتقاد. إلى ذلك، فإن التأخر في عملية تحضير ألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة سنة 2021 يبقى سببا أيضا في رحيل ولد علي عن وزارة الشباب والرياضة.
هل سيؤثر رحيل الوزير على الجمعية العامة للفاف؟! ويأتي تغيير وزير الشباب والرياضة في ظروف استثنائية بالنسبة لرئيس الاتحادية الذي يبقى على موعد مع عقد جمعيته العامة العادية يوم 23 أفريل، مع تخوفات كبيرة للرئيس من تحول الأمور عن مسارها العادي، خاصة وأن ولد علي كان يحشد الدعم له من أعضاء الجمعية العادية وكانت البداية مع تسليم مفاتيح مقرات الرابطات الولائية والتي كانت مناسبة للوزير حتى يطالب بضرورة تمرير التقرير المالي والأدبي لزطشي ورفض مشروع الفندق، فهل سيكون لرحيل ولد علي الأثر السلبي على تحالفات خير الدين زطشي في الجمعية العامة العادية القادمة؟!