صعّدت الجزائر أمس لهجتها حول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمةً للكيان الصهيوني واعتبرته "قرارا باطلا"، وطالبت جميع الدول بعدم الالتزام به. وشددت الجزائر على أن الاجراء الأمريكي أحادي الجانب "مساسا بالمكانة السياسية والقانونية والتاريخية لمدينة القدس ومخالفة صريحة للقوانين والقرارات الدولية، وخروجا عن الإجماع الدولي تجاه وضع القدس الشريف ومتطلبات السلام بشكل عام، وهو بالتالي يقوض جهود المجموعة الدولية لإحياء عملية السلام". وأكد وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، أن أي قرار يرمي إلى "تغيير طبيعة أو وضع أو التشكيلة الديمغرافية" لمدينة القدس الشريف لن يكون له "أي أثر قانوني وسيكون لاغيا وباطلا". وفي كلمة لدى افتتاح أشغال الدورة الثالثة للجنة المختلطة للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين الجزائروهولندا بمشاركة وزير الشؤون الخارجية الهولندي ستيف بلوك، أوضح مساهل أمس أنه "من الواضح أن أي قرار يرمي إلى تغيير طبيعة أو وضع أو التشكيلة الديمغرافية لمدينة القدس الشريف لن يكون له أي أثر قانوني وسيكون لاغيا وباطلا". كما شدد على "التزام الجزائر بالعمل مع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي لمواجهة هذا القرار غير المسؤول ومساندة الجهود العربية والدولية الرامية لتحقيق السلام القائم على رؤية حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي". وجدد مساهل تأكيد "موقف الجزائر الثابت تجاه القدس بوصفها جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينيةالمحتلة عام 1967"، مؤكدا أن "هذا القرار غير القانوني لن يعطي الشرعية للاحتلال الإسرائيلي ولن يغير الواقع القائم في المدينة وتاريخها وهويتها". وأضاف يقول "على غرار بلدي أعلم أن بلدكم يظل متيقنا بأن أقدم نزاع في المنطقة وهو نزاع التنكر لحق الشعب الفلسطيني الأساسي في العيش حرا ومستقلا يتطلب سلاما عادلا وشاملا ومستداما على أساس حل الدولتين وطبقا للقانون وقرارات الشرعية الدولية". بدوره، دعا رئيس دبلوماسية هولندا، المجتمع الدولي، إلى عدم ادخار أي جهد من أجل التوجه نحو حل الدولتين في فلسطين قصد "الخروج من دوامة السلبية". وأردف يقول "فيما يخص الشرق الأوسط فإن طرفي النزاع غير مستعدين في الوقت الراهن للتفاوض وعلينا بتحفيز (كل الأطراف) على القيام بخطوة نحو حل الدولتين حتى تخرج هذه القضية من دوامة السلبية". وتأتي تصريحات الوزيرين عقب القرار الأحادي الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر 2017 القاضي بالاعتراف بالقدسالمحتلة عاصمة للكيان الصهيوني وتحويل سفارتها من تل أبيب نحو المدينة المقدسة في 14 ماي المقبل.