البلاد- بهاءالدين.م - تواجه قوات الجيش الوطني الشعبي تحديات أمنية كبيرة في مواجهة تنامي نشاط شبكات المهربين عبر البوابات الحدودية للجزائر. وكثّف البارونات من عملياتهم لاستنزاف الاقتصاد الوطني، من خلال تهريب كميات هائلة من الوقود ومنتجات أخرى مدعمة أسعارها داخليا مستغلين حالة الفوضى المرتبطة بالوضع الأمني المضطرب خاصة في مالي وليبيا. وفي هذا الصدد أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي بكل من عين قزام وتمنراست وببرج باجي مختار قبل أيام 40 مهربا وحجزت مركبات ومعداتي. وأوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني أنه "وفي إطار محاربة الجريمة المنظمة أوقفت مفارز للجيش الوطني الشعبي أمس الجمعة 27 يوليو2018 بكل من عين قزام وتمنراست وببرج باجي مختار بالناحية العسكرية السادسة 40 مهربا وحجزت مركبتين رباعيتي الدفع و10 دراجات نارية و07 أجهزة كشف عن المعادن و45 مولدا كهربائيا و32 مطرقة ضاغطة وأغراض أخرى". كما ضبط عناصر الدرك الوطني بالتنسيق مع أفراد الأمن الوطنيي بباتنة بالناحية العسكرية الخامسة -يضيف ذات البيان-20 بندقية صيد ودراجتين ناريتين و219 قرص مهلوس ومواد تفجير و815 وحدة من مختلف المشروبات". ومن جهة أخرى أوقف عناصر الدرك الوطني وحراس الحدود بغرداية بالناحية العسكرية الرابعة وتلمسان بالناحية العسكرية الثانية 10 مهاجرين غير شرعيين من جنسيات مختلفة. وتعكس الأرقام حول تدخلات الجيش الوطني الشعبي، خلال الأشهر الأخيرة تفشي ظاهرة التهريب عبر الحدود الجزائرية، حيث تمكنت فرق الجيش من توقيف أكثر من 300 مهرّب خلال شهري ماي وجوان الماضيين كانوا ينشطون في العديد من المناطق الحدودية، أهمها الوادي وتمنراست وعين ڤزام وبرج باجي مختار. وحسب حصيلة نشاط الجيش منذ بداية هذه السنة، في إطار محاربة التهريب والجريمة المنظمة، لايزال الوقود يستقطب اهتمام المهرّبين، رغم التضييق على تسويقه بالمحطات الحدودية، حيث تشير أرقام الجيش إلى حجز أكثر من 34 ألف لتر من الوقود بالمناطق الحدودية الشرقية والجنوبية. وقال مصدر أمني إن عدد المهربين الكبير الذين سقطوا في الشهرين الأخيرين لا يتعلق بعمليات ضبط مبنية على الصدفة، بل الأمر يتعلق بعملية عسكرية كبيرة أطلقت بأمر من نائب وزير الدفاع الوطني أنها حققت نتائج ميدانية مهمة في جبهتين على الأقل على الحدود مع النيجر التي باتت متنفسا لمهربي السلاح إلى ليبيا، وعلى جبهة الحدود المالية والموريتانية التي يتحرك عبرها المهربون المرتبطون بإقليم أزواد. وأضاف المصدر أن النتائج الكبيرة المحققة على جبهة مكافحة التهريب، في أكثر من مكان بمسالك التهريب في الجنوب، تأتي في إطار عملية عسكرية تم التحضير لها عن طريق عمليات واسعة لجمع المعلومات حول شبكات التهريب. ويشارك آلاف الجنود، منذ ماي الماضي، في عملية عسكرية لملاحقة جماعات التهريب التي تنشط في الصحراء. وتشمل العملية ثلاث مناطق صحراوية كبرى، تمتد الأولى في المنطقة الغربية في العرق الغربي الكبير وعرق الشباشب، على الشريط الحدودي مع دولة مالي، أما المنطقة الثانية، فهي الشريط الحدودي مع النيجر، أما المنطقة الثالثة، وهي الأكثر نشاطا، فتشمل الشريطين الحدوديين مع النيجر ومع ليبيا. وتنفذ العملية، التي أسفرت عن اعتقال عشرات المشتبه فيهم بممارسة التهريب، باستعمال طائرات مروحية وطائرات استطلاع حديثة وقوات برية وجوية، كما تشمل مسحا جويا للشريط الصحراوي الحدودي مع دول الجوار، وعمليات تمشيط للمسالك الصحراوية بقوات كبيرة.