قام 5 قادة أفارقة يقودون وساطة باسم الاتحاد الإفريقي لحل الأزمة الليبية بزيارة للجزائر نزولا عند دعوة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وضم الوفد رؤساء موريتانيا، محمد ولد عبد العزيز، وجنوب إفريقيا، جاكوب زوما، ومالي، أمادو توماني توري، والكونغو دينيس ساسو نغيسو رفقة الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة رئيس مجلس الأمن والسلم الإفريقي سفير الجزائر السابق. ولم تكن الجزائر ضمن أجندة الوفد الذي حقق في طرابلس أول أمس إنجازا من خلال إقناع العقيد القذافي بخطة التسوية، في انتظار انتزاع تنازلات من المعارضة المسلحة المتمركزة في بنغازي. وأطلع الوفد رفيع المستوى الذي يمثل الاتحاد الإفريقي رئيس الجمهورية على نتائج جهود الوساطة في طرابلس وبنغازي. وجاءت دعوة ممثلي الاتحاد الإفريقي، لإظهار دعم الجزائر الكامل لجهود الاتحاد الإفريقي وخطته للتسوية والتي ساهمت الدبلوماسية الجزائرية فيها بقسط وافر، وخصوصا وقف إطلاق النار من قبل كل الأطراف أي القوات الحكومية والمعارضة المسلحة وقوات الحلف الأطلسي وإطلاق حوار بين طرفي النزاع. وتجد الدبلوماسية الجزائرية راحتها في العمل مع الشركاء الأفارقة في ظل الخيبة الكبيرة من الموقف العربي المخزي، حيث أعطى القادة العرب الغطاء السياسي لغزو بلد شقيق مرة أخرى، كما فعلوا مع العراق والنتيجة معروفة وقوع البلد تحت نير الاستعمار، وليبيا مرشحة بدورها لتلقى المصير نفسه. ويشكل استمرار النزاع في ليبيا انشغالا كبيرا للجزائر التي تتقاسم مع ليبيا حدودا ب 900 كيلومتر، بسبب التحديات الأمنية والإستراتيجية المترتبة على استمرار النزاع في المنطقة وخصوصا مخاطر لجوء آلاف النازحين الهاربين من الحرب، إلى جانب المخاوف التقليدية من استغلال الجماعات الإرهابية للوضع لتعزيز قدراتها من الأسلحة أو تحويل ليبيا إلى مركز إضافي للنشاط الإرهابي في المنطقة، ناهيك عن التهديد بوجود عسكري غربي دائم على حدودها الشرقية الغنية بالموارد النفطية والغازية ووجود نزاعات أثنية يخشى امتداد نيراها إلى بلادنا. وإضافة إلى الملف الليبي تشكل زيارة 5 قادة أفارقة مرة واحدة فرصة للرئيس بوتفليقة ولو على عجل لمناقشة قضايا خلافية مع قادة موريتانيا ومالي، إضافة إلى تفعيل محور الجزائر لاغوس بريتوريا الذي خمد بعض الشيء في ظل تخلف نيجيريا المنشغلة بمشاكلها الداخلية والتحول السياسي في جنوب إفريقيا بتولي جاكوب زوما الأقل كارزماتية مقارنة بسلفه تامو مبيكي.