من المنتظر أن تجتمع لجنة الاتحاد الافريقي حول ليبيا فى وقت لاحق يوم السبت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط تحضيرا لزيارة سيقوم بها رؤساء خمسة دول افريقية الى العاصمة الليبية طرابلس غدا الاثنين تدخل في اطار مساعي الاتحاد الافريقي لنزع فتيل الازمة الليبية. وتأتي مساعى الاتحاد الافريقي لايجاد حل للصراع فى ليبيا في الوقت الذي يتخبط فيه حلف شمال الاطلسي "الناتو" الذى تولى قيادة العمليات العسكرية فى هذا البلد الاسبوع الماضى من خلال تكثيفه للاخطاء باستهداف مدنيين عزل الامر الذي أثار مخاوف دولية من احتمال انزلاق الاوضاع. ونقلت تقارير اعلامية عن مصدر مقرب من لجنة الاتحاد الافريقي قوله ان رؤساء الدول المشاركين في اللجنة سيجتعون فى وقت لاحق اليوم فى نواكشوط تحضيرا لزيارة ستقودهم غدا الاحد الى العاصمة الليبية طرابلس. ونقل موقع "نيو 24" الجنوب افريقي اليوم عن وزارة العلاقات الدولية والتعاون بجنوب إفريقيا أن رؤساء الدول الافريقية الخمس سيجتمعون غدا بقائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي الذى يطالبه المتمردون بالتنحى. وقالت الوزارة إن "اللجنة أعطيت إذنا من قبل حلف شمال الأطلسي- الذي يطبق القرار الاممي الخاص بفرض حظر الطيران فوق ليبيا- لدخول الاراضى الليبية والاجتماع في طرابلس مع العقيد معمر القذافي". وأضافت أن الوفد الإفريقي سيجتمع أيضا مع أعضاء "المجلس الوطني الانتقالي" الذى شكله المتمردون في مدينة بنغازي شرقي ليبيا في 10 و11 أفريل الجاري. وأوضحت الخارجية الجنوب افريقية ان "الموضوع الرئيسى على جدول اعمال الاجتماعين سيكون التنفيذ الفورى لوقف اطلاق النار من الجانبين واطلاق حوار سياسى بين الفريقين" فى ليبيا. وتضم اللجنة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والرئيس المالي امادو توماني ورئيس الكونغو دنيس ساسو نغيسو و رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما و الرئيس الاوغندي يويري موسفيني. وكان هؤلا يرغبون في التوجه الى طرابلس في ال20 مارس الماضي الا أنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب رفض المجموعة الدولية حسب ما أكدوه عقب أول اجتماع لهم بنواكشوط يوم 19 مارس الماضي منحهم الموافقة لدخول الاراضى الليبية. ورفضت اللجنة الخاصة رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي حول ليبيا في اجتماع لها شهر مارس شارك فيه رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى جان بينغ و كذا مفوض الاتحاد الإفريقي لشؤون السلم والأمن السفير رمضان لعمامرة "أي شكل من أشكال التدخل العسكري الاجنبي" في ليبيا. وأكدت أن الوضع في هذا البلد "يتطلب تحرك عاجل لايجاد حل افريقي للازمة يتماشى مع تمسكنا باحترام وحدة التراب الليبي و كذا رفض أي شكل من أشكال التدخل العسكري الاجنبي" فى ليبيا. وجدد الاتحاد الافريقي بداية الاسبوع الجاري دعوته لوقف كل العمليات العسكرية فى ليبيا وحل النزاع القائم بين قوات العقيد معمر القذافي والمتمردين عبر الحوار. وكان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية السيد عبد القادر مساهل جدد الثلاثاء الماضي موقف الجزائر الداعم لوقف فوري لاطلاق النار في ليبيا كما أعرب عنه الاتحاد الافريقي في "خارطة الطريق" التي أعدها بهدف ايجاد تسوية للازمة فى ليبيا. وقال السيد مساهل في ندوة صحفية مشتركة مع الوزير البريطاني المكلف بالشرق الاوسط وشمال افريقيا السيد اليستر بورت عقب أشغال الدورة الخامسة للجنة السياسية الثنائية الجزائرية-البريطانية "أردت أن أذكر بأننا نؤيد حوارا شاملا يضم كل الليبيين وترك الخيار أمام الشعب الليبي من أجل تمكينه من التعبير بكل حرية عن رأيه". وفي غضون ذلك أقر الجنرال كارتر هام قائد القيادة الأميركية لإفريقيا الذي قاد المرحلة الاولى من الحملة الجوية للتحالف الدولى بليبيا بأن "الازمة دخلت مازقا وهناك احتما لا ضئيلا في أن تتمكن قوات المتمردين من دحر قوات القذافي". وقال الجنرال كارتر ردا على سؤال لسناتور أميركي في واشنطن عما اذا كان هناك "مأزق" في ليبيا " نعم هذه هي الحالة في الوقت الراهن على الارض" . إلا أن حلف شمال الاطلسى الذى تولى الاسبوع الماضى رسميا قيادة العمليات العسكرية فى ليبيا نفى وجود هذا "المأزق" سواء على الصعيد السياسي أو العسكري. الا أن المتحدثة باسم الحلف الأطلسي اوانا لانغسكوا قالت خلال مؤتمر صحفي أمس أنه "لا يمكن التوصل إلى حل عسكري بحت" مذكرة بعقد اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا الأسبوع المقبل في قطر بمشاركة الأمين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن. وكان حلف شمال الأطلسي قد تسبب فى حوادث قتل للبييبن منهم مدنيين وكان آخرها سقوط عدد من القتلى نتيجة غارة شنها على رتل من الدبابات يقودها متمردون بالقرب من مدينة البريقة وهو ما جلب له انتقادات.