قال مصدر دبلوماسي خليجي في تصريحات صحفية نشرت أمس إن الموقف الرسمي اليمني هو »الترحيب« بالمبادرة والذي صدر عن وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي الذي قال إنها قيد الدراسة. وقالت مصادر دبلوماسية خليجية في العاصمة اليمنية صنعاء إن الأنظار تتجه حاليا إلى ما ستسفر عنه المباحثات التي يجريها القربي في العاصمة السعودية الرياض مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل. وبدأ القربي صباح الجمعة زيارة إلى السعودية لبحث المبادرة الخليجية -التي تنص على رحيل صالح وإقامة حكومة انتقالية ذات غالبية من المعارضة- مع المسؤولين السعوديين. وكان الرئيس صالح قد أعلن الجمعة الماضية أمام حشد من مؤيديه في صنعاء رفضه للمبادرة الخليجية، وحمل على قطر لحديثها عن ضرورة تنحيه عن الحكم, واصفا ذلك بأنه تدخل سافر في شؤون بلاده لا يمكن قبوله، لكنه في الوقت نفسه أعرب عن استعداده للاستقالة في إطار مرحلة انتقالية منظمة قبل بداية 2012. وقال صالح أمام أنصاره في ميدان السبعين بصنعاء عقب صلاة ما أطلق عليها جمعة الوفاق »نحن نستمد قوتنا وثقتنا من هذه الملايين المحتشدة اليوم ولا نستمدها من قطر وقناة الجزيرة«. وأضاف »وجدنا في اليمن أحرارا، وعليهم أن يحترموا مشاعر الشعب اليمني، ونرفض الانقلاب على الديمقراطية والحرية، ونحن مع يمنٍ موحد سنفديه بالروح والدم«. وقالت وزارة الخارجية اليمنية أمس إن اليمن استدعى سفيره لدى قطر للتشاور. وكان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قد أعلن الخميس الماضي أن دول الخليج تأمل التوصل إلى اتفاق لتنحي الرئيس صالح، وقد رحبت المعارضة اليمنية بهذا التوجه وقالت إن الكرة الآن في ملعب الرئيس. ويأتي ذلك بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان مساء الجمعة أن الولاياتالمتحدة ترحب بمبادرة مجلس التعاون الخليجي الرامية إلى حل الأزمة السياسية في اليمن، واعتبرت أن الحوار حول مرحلة انتقالية في اليمن ضروري بشكل عاجل جدا. وأضافت الوزارة أن واشنطن تشجع بقوة كل الأطراف على فتح حوار ضروري بشكل عاجل جدا من أجل إيجاد حل يحظى بموافقة الشعب اليمني كافة. وفي سياق متصل أكد قائد المنطقة الشمالية الغربية العسكرية في اليمن اللواء المنشق علي محسن الأحمر عدم وجود أي مطامح سياسية شخصية، كما أكد أن قوات الجيش الموالية له لن تستولي على السلطة. وقال الأحمر لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الجيش سيبقى مؤسسة وطنية من مؤسسات الدولة تحت أي سلطة لدولة مدنية يختارها الشعب، مشيرا إلى أن الجيش لبى دعوة الشعب لحماية المحتجين من القتل والقمع والإرهاب الذي يمارسه النظام وبعض القوى الأمنية والحرس الرئاسي، بحسب بيان صادر عن مكتبه. وأضاف أنه مؤمن بأن اليمن ستنعم بالأمن والاستقرار حال رحيل النظام، واتهم السلطات اليمنية بالوقوف وراء الأزمة التي تعصف بالبلاد وتنامي خطر تنظيم القاعدة والتمرد الحوثي في الشمال والحركة الانفصالية في الجنوب. وأكد الأحمر أن الشعب اليمني موحد اليوم في مسعاه للإطاحة بالنظام وإقامة دولة مدنية، مضيفا أن الجيش اليمني مستعد للعمل مع الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب وإرساء السلام في اليمن والمنطقة. وفي ساحة العمليات،شهدت مدينة عدن في جنوب اليمن أمس ثاني اعتصام مدني شامل، في حين ارتفع عدد المتظاهرين الذين سقطوا برصاص قوات الأمن أول أمس الجمعة في تعز إلى أربعة قتلى إضافة إلى 116 جريحا. وفي عدن قالت مصادر محلية وشهود عيان إن حالة العصيان المدني في المدينة التي تأتي استجابة لدعوة أطلقتها ثورة 16 فبراير أدت إلى قطع الطرقات الرئيسية والفرعية بين المديريات وتوقف حركة المواصلات فيما بينها وإحراق إطارات السيارات وإغلاق عدد كبير من المحال التجارية أبوابها. وقال الشهود إن المدينة أصيبت بالشلل التام بسبب العصيان الذي يعد امتدادا للاحتجاجات التي تشهدها المحافظة منذ نحو شهرين للمطالبة بسقوط نظام الرئيس علي عبد الله صالح.