البلاد - عبد الله نادور - أخلط منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني، معاذ بوشارب، الأوراق من جديد، وزاد من حالة الغموض التي تلف الساحة السياسية، بخصوص ندوة إجماع وطني وتأجيل الرئاسيات أو التمديد للرئيس بوتفليقة، بعد أن رفض التصريح، مفضلا تجنب أسئلة الصحفيين بهذا الخصوص، وتأكيده بأن المؤتمر الاستثنائي للحزب "سيعقد في قادم الأيام"، مفضلا الاكتفاء بتوجيه تعليماته لمنتخبي الحزب بخصوص التحضير لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، التي ستجرى السبت القادم. خرجة معاذ بوشارب، اليوم الاثنين، زادت في الغموض الذي يلف الساحة السياسية بخصوص المبادرات المطروحة، والمتعلقة بعقد ندوة وطنية وتعديل الدستور، وتأجيل الرئاسيات و/أو التمديد للرئيس الحالي، عبد العزيز بوتفليقة، حيث هرب معاذ وتهرب من أسئلة الصحفيين بهذا الخصوص، وهو ما يزيد من حجم الغموض، خاصة وأن المسؤول الأول على الحزب العتيد ما يزال يفضل التكتم بهذا الخصوص. ويرى البعض أن صمت بوشارب، بخصوص المبادرات السياسية يندرج ضمن فرضيتين، إما أن الرجل لم يتضح له الأمر بالشكل الكافي للإدلاء بأي تصريح، خاصة وأنه يكثف من لقاءاته مع عدة أطراف للتوصل إلى رؤية واضحة بخصوص المرحلة القادمة، أو أن الرجل لا يريد أن يحرق أوراقه باستباق ما قد يصدر من رئاسة الجمهورية خلال اليومين القادمين، خاصة وأن أغلب الطبقة السياسية تتوقع صدور شيء عن الرئاسية بخصوص كل المبادرات التي تطرح في الساحة، سواء في القريب العاجل أو منتصف يناير الداخل، الذي يشكل موعدا دستوريا لاستدعاء الهيئة الناخبة، تحضيرا لرئاسيات أفريل 2019. كما فهمت تصريحات بوشارب، بخصوص المؤتمر الاستثنائي للحزب العتيد الذي سيعقد في" قادم الأيام"، على أنها إشارة من منسق الحزب على أنه لا يوجد لا ندوة إجماع وطني ولا تأجيل ولا تمديد، وأن الرئاسيات ستجري في موعدها، وهو ما من شأنه أن يخلط الأوراق في الساحة السياسية، وداخل الحزب العتيد. وأكد بوشارب، وهو يخاطب مناضلي الأفلان قائلا "نحن مستمرون مع الرئيس"، مذكرا بالظروف التي جاء فيها الرئيس "الجزائر عانت، عندما صدرت لنا بعض التيارات، وزاغت عن أهدافها، ولدت لنا الإرهاب"، مؤكدا أنه "عندما تقدم بوتفليقة في 1999، جعل أول نقطة إطفاء نار الفتنة، وأعاد للشعب لحمته وكرامته". وانتقد المتحدث "تشكيك البعض في المصالحة"، مؤكدا " لكن بفضل الله والشعب والجيش والدفاع الذاتي والحرس البلدي" استطعنا تجاوز المشكل. وشدد بوشارب على تمسك الأفلان قيادة ومناضلين بالرئيس بوتفليقة، موضحا "نقولها بالفم المليان، نحن مع الرئيس، دون خجل، ما نخلوش واحد يكلحنا". وأكد بوشارب، على أن "يد الحزب ممتدة لكل التيارات السياسية"، وأن العلاقات "ستبنى على الاحترام والشفافية"، مذكرا الجميع بأن حزب جبهة التحرير "لا تزال قاطرة تجر ما حولها". ومن جهة أخرى، اكتفى معاذ بوشارب، اليوم، خلال لقاء جمعه بعدد من مناضلي الحزب العتيد، تحضيرا لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، بتوجيه توصياته بضرورة إنجاح منتخبي الحزب خلال هذا الاستحقاق، مؤكدا لهم "لن أرضى بتوجه صوت من الأفلان لغير موضعه، مفروض علينا دعم مرشحينا"، داعيا المنتخبين ل«الحفاظ على العلاقات مع الأحزاب التي تقاسمنا نفس التوجهات السياسية".