واصل طاعون المجترات الصغيرة زحفه إلى مناطق جديدة، حيث سجلت حالات نفوق مواش في إيليزي وقالمة. وبالوادي انتفض الموّالون على غياب اللقاحات، التي وصل سعر الزجاجة منها إلى ثلاثة ملايين سنتيم. اشتكى مربون بمراعي طارات الحدودية بولاية ايليزي، من نفوق صغار المواشي بعد فترة قليلة من ولادتها، وهي عدة حالات تم تسجيلها لدى عديد المربين بالمنطقة. هذه المراعي التي تشهد توافد العشرات من الموالين ومربي المواشي من مختلف الولايات خاصة من الجلفة والأغواط، بسبب توفر المنطقة على الكلأ والعشب إثر الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة. حيث كان الرعاة بالمنطقة قد أبدوا تخوفهم من نقل هؤلاء الموالين القادمين من مختلف الولايات، للأمراض عن طريق ماشيتهم، وتشير التوقعات الأولية وحسب الأعراض، إلى أن هذا المرض هو طاعون المجترات الصغيرة، والذي يفتك بصغار الماشية، فيما تم تسجيل نفوق بعض الرؤوس لدى هؤلاء الموالين. وفي ولاية الوادي المجاورة، ذكر عدد من الفلاحين الذين تنقلوا، الأحد، إلى القسم الفرعي الفلاحي بالطالب العربي، ممن لديهم قطعان من الأغنام لم يفصحوا عن عددها، للاحتجاج على التأخر في تلقيح قطعانهم. كما عرفت بلديات الناحية الجنوبية للولاية، انتشارا رهيبا لنفوق المجترات الصغيرة. وتذمر بعض الفلاحين من الارتفاع الجنوني لأسعار لقاحات الحمى القلاعية الذي وصل ل3 ملايين سنتيم للزجاجة الواحدة، أما لقاح طاعون المجترات الصغيرة فقد أكدوا على عدم وجوده أصلا. من جانبها، اتصلت "الشروق" الأحد عدة مرات بمدير المصالح الفلاحية للرد على هذه الانشغالات، غير أن هاتف مكتبه يرن دون رد. كما زحف طاعون صغار المجترات، على منطقة دوار بن ساسي ببلدية بومهرة أحمد بقالمة، أين تسبب في نفوق عدد هائل من رؤوس الأغنام، ما تسبب في حدوث حالة استنفار قصوى وسط الفلاحين والسلطات المحلية، التي سارعت إلى اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات الوقائية لتفادي انتشار الوباء. وقد كشفت مصادرنا أن مربين بدوار بن ساسي تكبدوا خلال أيام الأسبوع الماضي، خسائر معتبرة، وأن أحدهم سجل نفوق 60 خروفا دفعة واحدة، كما فقد آخرون بعض رؤوس الأغنام والأبقار والثيران. وقرر والي الولاية، غلق جميع الأسواق الأسبوعية عبر مختلف الولاية لمدة شهر كامل، ومنع إقامة المعارض والتجمعات الحيوانية الخاصة بالأبقار والأغنام والماعز. وكذا منع تنقل الحيوانات المجترة من أبقار وأغنام وماعز، من منطقة إلى أخرى تحت أي ظرف إلا بغرض الذبح، شريطة أن تكون مرفوقة بشهادة صحية. وعلى غرار باقي ولايات الوطن، تتهدد الحمى القلاعية مئات الآلاف من رؤوس الماشية في المسيلة، بعد تسجيل عشرات الإصابات والبؤر، عبر بلديات الولاية، ويخشى الموالون من اتساع هذا المرض وسط القطعان، في ظل التأخر الملحوظ في تطويقه والقيام بعملية التلقيح الضرورية لتفادي انتشاره، وهو الأمر الذي يأمل المعنيون أن تجد له الوصاية حلولا في أقرب وقت، رغم قرار غلق أسواق الماشية ومنه تنقلها، إلا أنها تبقى إجراءات غير كافية، وهذا ما عمّق المخاوف وسط المربين الذين يخشون ضياع هذه الثروة الحيوانية، إذا استمرت الأمور على حالها، خاصة بعد نفوق العشرات من الرؤوس بشكل يومي وفي تزايد مستمر، حتى إن القائمين على تسيير قطاع المصالح الفلاحية، لم يتمكنوا بعد من ضبط العدد الحقيقي للأغنام النافقة لحد الآن، والتأخر في توفير كميات كافية من اللقاح وهو ما دفع المعنيين إلى الاعتماد على طرق علاج تقليدية وبدائية لمحاربة هذا المرض.