جرت، اليوم، محاكمة صاحب الملهى الليلي "المثلث الأحمر" برياض الفتح، أمام محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء الجزائر، عن جناية القتل العمدي عن طريق الحرق الذي طل أحد عماله البالغ عقده الخامس، ينحدر من ولاية قسنطينة، الذي عثر عليه متفحما بالكامل بعدما رفض المتهم وهو في حالة ثمالة السماح لشهود عيان إنقاذه من وسط ألسنة النيران الملتهبة بالملهى. وتعود أحداث نشوب هذا الحريق إلى حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم 26 جولية 2016، حيث تلقت مصالح الأمن نداء من قاعة العمليات لأمن ولاية الجزائر يفيد باندلاع حريق مهول بالملهى الليلي "المثلث الأحمر" برياض الفتح، وعلى إثر ذلك تم إخطار مصالح الأمن التي سارعت إلى عين المكان بمعية مصالح الأمن، حيث كانت ألسنة النيران مشتعلة ودخان كثيف يتعالى من موقع الحريق، وبفعل المشروبات الكحولية المتواجدة به وكذا الستائر والأقمشة المزينة لقاعتي الملهى الليلي، ظلت النيران ملتهمة ما صعب مأمورية مصالح الحماية لإخمادها، لاسيما مع انقطاع التيار الكهربائي وتعتيم الظلام على المكان. وبعد التحكم في الحريق ومعاينة موقعة الحريق عثر على جثة أحد عمال الملهى الليلى وهي متفحمة. فيما تعرض صاحب الملهى لطعنة بواسطة آلة حادة. ومن خلال فتح تحقيق حول ملابسات الحريق، أفاد شهود عيان أنهم لمحوا دخان نيران ينبعث من الملهى الليلي فسارعوا لإخمادها لأجل إنقاذ عامل به ينحدر من ولاية قسنطينة ودأب النوم فيه لكونه من دون مأوى، غير أنهم لم يتمكنوا من ذلك بعدما اعترض طريقهم صاحب الملهى وهدد بقتل كل من تسول له نفسه إنقاذه. وعلى إثر ذلك وجهت أصابع الاتهام لصاحب الملهى الليلي ونفى تصريحات الشهود لحد أنه أنكر حتى علمه بوجود عامله بالداخل أو حتى علمه بأنه يبيت بالملهى. كما أفاد المشتبه فيه، أنه تعرض للتهديد بالقتل قبل الواقعة وبيومها كان في حالة متقدمة من السكر ولم يكن في وعيه، إذ به تفاجأ بسماع ضجيج وأصوات متعالية بالخارج، وفي تلك الأثناء شاهد دخانا يعم الملهى فسارع للخروج ليتعرض لطعنة بسلاح أبيض دون أن يتمكن من مشاهدة الفاعل. كما نفى أن يكون الضحية هو الفاعل أو أن تكون بينهما أي خلافات تذكر. كما أنكر المتحدث حيلولةته دون تدخل شهود العيان لإنقاذ الضحية الذي لقي حتفه اختناقا من شدة الدخان، ليواجهه قاضي محكمة الجنايات بأن الضحية تعرض للحرق عمدا وأن جثته ذابت بعد تفحمها عن آخرها.