البلاد - بهاء الدين.م - خرج اليوم مئات الآلاف من المواطنين عبر شوارع وساحات مدن وسط البلاد للتعبير عن رفضهم قرارات أعلنت السلطة التي تمسكت بتأجيل الانتخابات وتمديد العهدة الرابعة لبوتفليقة خارج إطار الدستور. ففي ولاية بومرداس امتلأت شوارع وساحات وسط المدينة عن آخرها بحشود المتظاهرين وسط أجواء إحتفالية بالطبل والمزمار والغناء من النشيد الوطني إلى أغاني تحملها شعارات مختلفة منددة بمقترحات الحكومة الحالية الأخيرة، داعية إلى تنظيم انتخابات رئاسية مع رحيل النظام الحالي والقيام بتغيير جذري يصب في منفعة الجزائر. ومن بين الملصقات رفعها المتظاهرون تلك التي كتب عليها باللغات العربية، الفرنسية والأمازيغية "ترحلوا يعني ترحلوا" ومنهم من دون، "الشعب هو من يقرر مصيره" أو من رسم العلم الجزائري تحته بالفرنسية "حب وطننا الذي يجمعنا "وقلب بداخله "كلنا من أجل جزائر دولة القانون" وآخر كتب بالعربية "إذا كان لي مستقبل حي، لا أكون مجبرا للذهاب إلى الخارج لأضمن مستقبلي" وأيضا كتبت أخرى "أيها الفاسدون ارحلوا". وفي ولاية البويرة انطلقت جموع غفيرة من المواطنين في مسيرة "جمعة الصمود"، التي تشكلت في ساحة الشهداء وحي 1100 مسكن بولاية البويرة، قبل منتصف النهار حيث نزلت بها العائلات القادمة من مختلف بلديات ودوائر الولاية. وعلى غير العادة تواجدت الشرطة بالزي المدني والرسمي في مفترقات الطرق الرئيسية. واحتضنت شوارع بعض الدوائر على غرار بلدية سور الغزلان مسيرة جمعت مختلف أطياف المجتمع للمطالبة بتغيير النظام. وشهدت بدورها ولاية تيزي وزو مسيرة مماثلة طالب خلالها المتظاهرون بتغيير النظام ورددوا هتافات تدعو إلى "تكريس سيادة الشعب". وشهد وسط المدينة انتشارا كبيرا لباعة الرايات الوطنية، استعدادا لمسيرة أمس بعد نداءات في مواقع التواصل الاجتماعي لرفع العلم الجزائري ردا على دعاة الفتنة والتفرقة. كما خرج أمس آلاف المواطنين إلى شوارع بجاية في مسيرة سلمية منددة بالتمديد، انطلقت من دار الثقافة "الطاوس عمروش" وصولا إلى محيط مقر الولاية، حيث طالب المشاركون في هذه المسيرة الحاشدة، طلبة وصحفيين وعمال وأساتذة ومواطنين، نساء ورجالا، شيوخ وأطفال بالتغيير السلمي، حيث رفع المحتجون العشرات من اللافتات المنددة بالقرارات الأخيرة التي اتخذها رئيس الجمهورية. وعرفت المسيرة تنظيما محكما وحسا حضاريا عاليا لدى المشاركين، جابوا من خلالها شوارع مدينة بجاية بطريقة حضارية ومنظمة. وفي السياق نفسه، خرج مواطنو ولاية المدية شبابا ونساء ورجالا في مسيرة سلمية حاملين شعارات رافضة لقرار تأجيل الإنتخابات وداعية الى تأسيس جمهورية ثانية وإلى تغيير عميق في منظومة الحكم، آملين في جزائر عصرية راقية على جميع الأصعدة. الأجواء نفسها من المسيرات السلمية شهدتها ولاية عين الدفلى، حيث جابت مختلف الشوارع وبحضور غفير للمواطنين رافعين الكثير من المطالب. وفي ولاية تيبازة شهدت أمس الجمعة اغلب مدن الولاية تجمعات ومسيرات شعبية حاشدة مناهضة لتأجيل الانتخابات الرئاسية وتمديد العهدة الرابعة. وعقب صلاة الجمعة، خرجت مسيرات شعبية سلمية على مستوى عديد المدن ولم تختلف صورة المسيرات التي شهدتها مدن فوكة، القليعة، بواسماعيل، حجوط، بورقيقة، مراد، سيدي اعمر، شرشال ، سيدي غيلاس، عاصمة الولاية، حيث رفع المتظاهرون الذين تجمعوا في الساحة وجابوا شوارع المدن شعارات تطالب بتغيير النظام، وتميزت بالهدوء والطابع السلمي، باستثناء عاصمة الولاية التي عرفت توقيف بعض المتظاهرين. وفي المدية انطلقت، مسيرات بمختلف مناطق الولاية مباشرة بعد صلاة الجمعة، وسجل التحاق بلديات غابت عن الحراك في المرات الماضية. وبعاصمة الولاية، انطلقت مسيرة حاشدة رافضة للتمديد ورفع المتظاهرون شعارات منددة بالوضع الذي يعيشه الجزائريون في ظل النظام القائم.