البلاد - زهية رافع - حاصر الحراك الشعبي حكومة بدوي الجديدة، وفرض عليها حظر تجوال بعد موجة من الاحتجاجات قابلت كل الوزراء الذين تحدوا الحراك، وخاطروا بالنزول للميدان وسط رفض شعبي لفظ كل بقايا النظام السابق، بالإضافة إلى رفض نقابات مستقلة التعامل مع وزراء عدة قطاعات. منذ بداية الحراك كان أعضاء الجهاز التنفيذي أول من تلقوا تعليمات لتفادي الخروج للميدان، تفاديا لأي احتكاك مع الشعب الرافض للعهدة الخامسة، فغاب أعضاء حكومة أويحيى السابقين عن العديد من الخرجات المهمة، بعدما فرض عليهم الحراك الشعبي حظر التجوال. والسناريو نفسه يتكرر اليوم، مع حكومة بدوي التي تسير على طريق محفوف بالأشواك، ووجدت نفسها بين مطرقة تعليمات الوزير الأول، وبين سندان الرفض الشعبي الذي امتد من المطالبة برحيل الباءات الأربع إلى لفظ وزراء بدوي، حيث يعصف الحراك الشعبي بنشاط حكومة بدوي وأحالها على عطلة إجبارية بعد قرابة 3 أسابيع من تعيينها بسبب الرفض الشعبي لهذه الحكومة، وعدم الاعتراف بها ومواجهة خرجاتها الميدانية. ويبدو أن الوزراء الجدد سيجبرون على تسيير شؤون دوائرهم الوزارية بالقرارات والتعليمات فقط دون مراقبة أو متابعة ميدانية للمشاريع، حيث عبّر الشعب في مختلف الولايات عن رفضه نزول حكومة بدوي للميدان، وواجهها باحتجاجات قوية دفعت الوزراء إلى قطع زياراتهم، وأجبرتهم على العودة لمكاتبهم. ويبدو نزول حكومة مرفوضة شعبيا وفاقدة للشرعية في هذا الوقت، يعد نوعا من التحدي أو المخاطرة، على اعتبار أن الحراك الشعبي أعلن وبصوت عالٍ رفضه للوزراء الذين تم تعيينهم مؤخرا، وطالب برأس بدوي ضمن قائمة الباءات الأربعة، وقرّر نقل احتجاجاته الرافضة لبقاء الحكومة ورموز النظام السياسي من يوم الجمعة إلى أيام العمل، وتعطيل النشاطات الوزارية. فبعدما اضطر وزير الأشغال العمومية والنقل، مصطفى كورابة، لإلغاء زيارته الميدانية التي كانت مبرمجة لمعاينته ورشة حفر نفق يربط بين محطتي ميترو عين النعجة وبراقي بالجزائر العاصمة، بعد اصطدامه الأسبوع الفارط، باحتجاجات عارمة قطعت خرجته الميدانية، ليمتد الغضب الشعبي على كتيبة بدوي، وفرض عليها مراجعة حساباتها بتحدي الشارع الغاضب والرافض لكل بقايا النظام السابق، وهو ما تجلى، في الطريقة التي قابل بها مواطنو ولاية بشار وزير الداخلية والجماعات المحلية، صلاح الدين دحمون، خلال زيارته لولاية بشار، حيث استبق مواطنو الولاية خرجة وزير الداخلية وقاموا باحتجاج أمام مطار بشار معربين عن رفضهم لدخوله ولايتهم، واصفين الحكومة الجديدة بأنها امتداد لما وصفه بيان الجيش الوطني الشعبي يوم 2 أفريل الجاري ب"العصابة"، ليستمر الرفض هذا السبت، من خلال تجمع المئات وسط المدينة، رافعين شعارات "ديقاج" رغم التعزيزات الأمنية الكبيرة، ما أدى لإلغاء النشاطات التي كانت في أجندة الوزير تفاديا لأي انزلاق.