رئيس النقابة غربي عبد المجيد ل "البلاد": لسنا مسؤولين عن أي انزلاق البلاد- آمال ياحي - أقدم عمال المؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى التابعة لشركة "سوناطراك" في حاسي مسعود، على تناول وجبة الإفطار في الساحات العمومية كرد فعل استفزازي منهم على قرار المدير الجهوي للمؤسسة بغلق المطاعم خلال شهر رمضان الكريم لمحاولة كسر إضرابهم. وقام عمال GTP بجمع المال واقتناء حاجيات الطبخ والعمل بشكل جماعي على إعداد وجبة الفطور، ردا على قرار المدير الجهوي بغلق المطاعم بشكل تعسفي عقب شنهم إضرابا مفتوحا والدخول في حركة احتجاجية على ظروف العمل المزرية، إذ تمثلت مطالبهم في حق الترقية، زيادة مدة عقود العمل من سنة إلى ما فوق، ترسيم العمال وتحسين الرواتب وزيادة الأجر القاعدي. من جهتها، نددت أمس النقابة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى، بقرار إدارة الشركة بغلق المطاعم المتواجدة على مستوى قواعد الحياة في اول يوم من شهر رمضان ودعت الرئيس المدير العام لمجمع سونطراك للتدخل فورا قصد إلغاء هذا القرار التعسفي الذي يتناقض مع مساعي التهدئة التي باشرتها النقابة مع الادارة بغرض إقناع العمال بتوقيف الإضراب الذي شُرع فيه منذ أسبوع. ووجهت النقابة مراسلة عاجلة إلى الرجل الاول في مجمع سونطراك، تناشده إعطاء تعليمات إلى مسؤولي الشركة الوطنية للاشغال البترولية الكبرى ودعوتهم إلى التعقل والتراجع عن الإجراء المذكور، لا سيما في مناسبة الشهر الكريم، محملين القائمين على الشركة المسؤولية الكاملة حيال ءي انزلاق ينجر عن غلق المطاعم خلال هذه المرحلة. وبهذا الخصوص، أعرب رئيس النقابة الوطنية للإشغال البترولية الكبرى، غربي عبد المجيد، في تصريح ل "البلاد" عن استنكاره الشديد لقرار غلق مطاعم قواعد الحياة، واصفا إياه بالمشين والمتنافي مع الاخلاق والقيم الانسانية، فضلا عن تزامنه مع الشهر الفضيل، مضيفا أن العمال المضربين على مستوى قواعد الحياة لم يستوعبوا بعد القرار، مدينا في الوقت ذاته هذا النوع من الضغوط كأسلوب انتقامي من الاضراب وتخيير العمال بين الذهاب في عطلة أو العودة إلى العمل أو إعطائهم وجبتي الفطور والسحور مع اقتطاع ثمنها من الأجر. وأوضح المتحدث أنه أزيد من 9 آلاف عامل يواصلون إضرابهم عن العمل منذ 29 افريل الماضي وهم متمسكين بتلبية كافة المطالب المرفوعة. بينما أعطت إدارة الشركة على حد تعبيره موافقتها المبدئية في إطار لجنة حوار مشتركة تم تشكيلها مؤخرا على رفع الأجر القاعدي وإعادة النظر في دورة العمل، غير أن أهم مطلب والمتعلق بتثبيت العمال في مناصب دائمة لا يزال عالقا. مشكل العقود المؤقتة ليس مطروحا فقط على صعيد هذه الشركة وإنما موجود أيضا في باقي الفروع التابعة لمجمع سونطراك، بحسب المصدر ذاته، معترفا بأنها معضلة حقيقية بالنسبة للقائمين على الشركة المذكورة طالما أن مصيرها مرهون بالمشاريع المسندة لها كما أنها لا تتوفر على مناصب عمل تسمح بتثبيت عدد كبير من العمال وهذا هو المأزق الذي يتطلب إيجاد حلول تنقذ العمال من البطالة بعد انتهاء المشروع دون أن تسبب إفلاس الشركة. تزامنا مع هذه التطورات، أعلمت نقابة المؤسسة الوطنية للاشغال البترولية الكبرى، امس، جميع عمال المؤسسة أنه تم إيداع لائحة مطالب لدى المديرية العامة للشركة والمتضمنة الزيادة في الاجر القاعدي بنحو 20 بالمائة والتثبيت في منصب العمل مع تحسين ظروف المعيشة، الاطعام والايواء والترقية الافقية بأثر رجعي للعمال الذين تم تثبيتهم وضمان الترقية المهنية مع احترام دورة العمل المتفق عليها، إلى جانب توفير وسائل النقل للعمال من أجل أداء صلاة الجمعة وكذا إعادة ادراج العمال بعد انتهاء علاقة العمل. وجاء في نص بيان النقابة، المديرية العامة أبدت تفاعلا إيجابيا لتلبية هذه المطالب المشروعة في أقرب الآجال ولذا فإن النقابة الوطنية للمؤسسة التي كانت ولا تزال تحرص على الحوار الهادىء والبناء من اجل الحفاظ على مصالح العمال والمؤسسة و«تدعو كافة العمال للتحلي باليقظة واستئناف العمل وعدم الانسياق وراء المغالطات".