عادت حرب التصريحات لتشتعل بين معسكري جاب الله ومقري، حيث تبادل الطرفان التهم بالتفاوض مع أفراد العصابة، قبل الحراك الشعبي. وبعد التصريحات التي أطلقها القيادي في جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، ل "البلاد.نت" أمس، والتي اتهم فيها عبد الرزاق مقري بالتفاوض مع سعيد بوتفليقة، لتمديد حكم "آل بوتفليقة"، جاءت الردود من قيادات في حركة مجتمع السلم، تحدثت عن لقاءات مشبوهة عقدتها قيادات في جبهة العدالة والتنمية، وبعلم جاب الله، مع الجنرال توفيق، في خضم الحراك الشعبي. وقال ناصر حمدادوش، عضو المكتب التنفيذي في حركة "حمس"، نذكّر السيد بن خلاف، أنّ ما يعيبه علينا بهذه الاتصالات المعلنة والرسمية، تقع فيه قيادات من "جبهة العدالة والتنمية" نفسُها، وبعلم الشيخ جاب الله ذاته، عندما تلتقي - سرًّا - وبدون علم المعارضة ولا مصارحة الرأي العام، مع هذه القوى غير الدستورية (شقيق الرئيس السابق في أكثر من مرّة وباعتراف المعني ذاتُه)، ومع رأس الدولة العميقة (الجنرال توفيق)، ومع الوزير الأول الأسبق (عبد المالك سلال)، بل وحتى مع ممثل عن بدوي، أثناء تشكيله للحكومة الأخيرة - المرفوضة شعبيًّا - بعد الحراك الشعبي. وأضاف حمدادوش، أن موضوع الاتصالات التي أجراها مقري مع سعيد بوتفليقة، بصفته مستشارا للرئيس حينها، هو "مشروع التوافق الوطني"، وليس مفاوضات حزبية لصالح الحركة (وذلك مهما كان رأي جاب الله وبن خلاف في المشروع)، مؤكدا أن جاب الله لم يعارض اللقاء من حيث المبدأ، ولم يتحدّث عن انتحال السعيد بوتفليقة لشخصية أخيه، ولكنه تحدّث عن عدم ثقته في وعود السلطة، وتجربته الطويلة معه. هذا وكان رئيس مجلس الشورى لحزب جبهة العدالة والتنمية النائب لخضر بن خلاف، قد انتقد بشدة أمس، رئيس حركة مجتمع السلم، بسبب "سعيه للعب دور الوسيط بين السلطة والمعارضة بهدف تأجيل الانتخابات الرئاسية، باعتبار ذلك خطوة غير دستورية". وذكر بن خلاف، أن جاب الله أبلغ مقري أن مبادرته مرفوضة لأنها غير دستورية، حيث أن تأجيل الانتخابات لا يمكن أن يكون إلا في حالة حرب ثم أنه استيلاء على سلطة الشعب، كما أبلغه أنه لا يريد التحاور مع من انتحل صفة أخيه وسير البلد بالوكالة وهو اليوم يعتبر رأس العصابة وقد سجن الآن بسبب هذه الخروقات. وتابع بن خلاف يقول، إن جاب الله نصح مقري بأن لا يلعب دور الوسيط بين سعيد بوتفليقة والمعارضة، لأن هذا الأخير انتحل صفة أخيه المريض، كما أبلغه بأن هؤلاء الذين في السلطة لا يؤتمنون فكم من مرة يعدون بإصلاحات عندما يكونون في حالة ضعف ثم ينقلبون عليها.