البلاد.نت- حكيمة ذهبي- رفع لجوء السلطة إلى تكليف وزير الاتصال بحقيبة الثقافة بالنيابة، من احتمال رحيل وشيك لحكومة نور الدين بدوي، يضاف إليه الاختفاء الإعلامي لهذه الحكومة التي لا يصور التلفزيون الرسمي اجتماعاتها ويكتفي بتلاوة صماء لبياناتها. ذهب مراقبون إلى الاعتقاد أن عدم اختيار شخصية لخلافة مريم مرداسي، على رأس وزارة الثقافة، أن السلطة لا تفكر في إبقاء هذه الحكومة، لاسيما مع تمسك الشعب ومختلف الأطياف السياسية بما فيها لجنة الوساطة، بضرورة رحيلها كشرط لضمان نزاهة الانتخابات.
محلل: السلطة تدرك أن بقاء الحكومة سيؤدي إلى مقاطعة الانتخابات يرى المحلل السياسي، توفيق بوقاعدة، أن التمسك بحكومة بدوي يتعلق بمسألة الانتخابات الرئاسية، موضحا أن السلطة تدرك مدى الرفض الشعبي لها، وأن بقائها إلى غاية إجراء انتخابات رئاسية سيجعل هذه الأخيرة تعرف نفس مآل تلك الانتخابات التي ألغيت بتاريخ 4 جويلية، وبالتالي يوضح الدكتور بوقاعدة ل "البلاد.نت"، أن السلطة متمسكة بهذه الحكومة كآخر ورقة للتنازل عنها في سياق الحوار الجاري، وهو ما يجعلها تنتظر إلى غاية ضبط نتائج الحوار ومن ثم تنحيتها حتى لا يتم رفع سقف المطالب.
السلطة تخشى أن يتحول بحثها عن حكومة جديدة محل سخرية ! ومن بين أسباب بقاء الحكومة أيضا، يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، عجز السلطة عن تشكيل حكومة جديدة، وتحول ذلك إلى سخرية لدى الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: "لاحظنا ما حدث مع منصب وزير للثقافة أين بات محل تنكيت من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبالتالي سيكون الوضع أسوأ مع حكومة بكاملها". مستطردا: "لا يوجد من يخاطر بمساره السياسي والاجتماعي ويقبل الانضمام إلى حكومة في مثل هكذا ظروف". ولا يعتقد الأستاذ بوقاعدة، أن بقاء حكومة بدوي له علاقة بالدخول الاجتماعي، لأن هذا الأخير سيكون خلال هذا الموسم إداريا محضا، رغم صعوبته في الشق الاجتماعي بسبب تعالي المطالب الفئوية ونحن نلاحظ انطلاق مسارات الاحتجاجات. ومما يؤكد احتمالات رحيل حكومة بدوي قريبا، هو عدم قيام التلفزيون الرسمي بتغطية اجتماعاتها والاكتفاء بتلاوة بياناتها صماء. ويختم بالقول إن تغيير الحكومة سيكون بعد استكمال الحوار وتهيئة الجو السياسي العام للذهاب نحو انتخابات تقبل المشاركة فيها شخصيات وازنة ويقتنع بها الشعب.