تحولت أغلب الولايات بشرق البلاد على غرار تبسةوسكيكدةوالمسيلةوباتنة، إلى شوارع منكوبة بسبب الأمطار الرعدية والسيول الجارفة التي غمرت الطرقات وحتى السيارات حيث تسببت في شل حركة المرور وأحدثت تسربات في عدة مجمعات مدرسية وتحولت إلى برك من الأوحال الأمر الذي سينعكس سلبا على الدخول المدرسي المرتقب خلال هذه الأيام ويضرب مخططات الحكومة الخاصة بالوقاية من المخاطر الكبرى وتسيير الكوارث، في الوقت الذي سارعت فيه وزارة الداخلية والجماعات المحلية الى تنصيب خلايا متابعة ولائية من أجل التدخل في حال وقوع فيضانات وسيول. ورغم الإنذارات التي اطلقتها خريطة اليقظة للديوان الوطني للأرصاد الجوية، إلا أن المشهد يتكرر في كل مرة بسبب سوء التسيير وعدم تطبيق مخطط وقائي خاص بالأمطار الموسمية حسب كل ولاية، علما أنها تحدث كل سنة خسائر مادية معتبرة للمواطنين الذين يتحملون وحدهم هذه الخسائر خاصة غير المؤمنين، ناهيك عن العرقلة المرورية التي تحدث بسبب السيول وانجراف التربة واهتراء البنية القاعدية للطرقات التي تتحول بمجرد تهاطل المطر الى أوحال ومستنقعات.
مخططات الحكومة للوقاية من الطوفان يعصف بها غيث الصيف تسارع الحكومة الحالية الى تحديد التدابير الوقلائية من خلال تحديد مخاطر الفيضانات بالإستنادا إلى الدراسات المنجزة، ويجب أن تكون موضوع التدابير الوقائية المتوقعة على المستويين الوطني والمحلي، وكذا بغية تقليص الأخطار المترتبة عن الفيضانات، حيث طالب وزوير الداخلية في هذا السياق ولاة الجمهورية والأميار بالتحرك السريع لتطهير الوديان ومشاريع التهيئة المتعلقة بها إلى جانب صيانة وشبكات الصرف الصحي والبالوعات مع إنشاء مفرغات للمخلفات الجامدة بعيدا عن المجاري المائية ووضع أنظمة تقديرية وتنبيهية للمياه المتجمعة على مستوى المصبات الفرعية للوديان المعنية بمخاطر الفيضانات، ووضع أنظمة تنبيية مسبقة على مستوى كل بلدية لتحذير السكان في المناطق المعرضة للفيضانات، مع إعداد مخططات تقليص أخطار الفيضانات على السكان المباني والبني التحتية في المناطق التي تواجه خطر الفيضانات. وتفاديا للاثار السلبية التي تنجم عن الفيضانات، دعت الحكومة الولاة إلى إعداد خريطة على مستوى كل ولاية للمناطق التي تحدث فيها فيضانات أو التي شهدتها في وقت سابق مع مخططات الوقاية وشددت وزير الداخلية على عقد اجتماعات تنسيقية قطاعية دورية لتقييم نجاعة النظام الوقائي. السيول تشل حركة السير وتعزل المداشر بباتنة تكرر مشهد الفيضانات بمدينة باتنة، وتكررت معه صور وأشكال معاناة المواطنين، حيث عاشت العائلات ببعض بلديات الولاية والأحياء السكنية لحظات مرعبة بسبب السيول التي اجتاحت العمارات، حيث ظلت الحركة على مستوى بعض الأحياء السكنية شبه مشلولة لا سيما بحي حملة 1 و2 و3، حيث حاصرت المياه السكان و وصل منسوب المياه إلى أزيد من 60 سم ما تسبب في بقاء السكان عالقين في المنازل وتعذر عليهم الخروج وأدت إلى شلل شبه كلي لحركة المرور عبر الأحياء السكنية كما كشفت الكثير من العيوب التي رافقت مشاريع إعادة تهيئة الطرقات والأرصفة وكذا هشاشة مشاريع صرف المياه بأحياء متفرقة حيث تحولت طرقات إلى شعاب ومستنقعات مائية بسبب انسداد البالوعات وإنجاز أخرى بطريقة غير مدروسة، وهو ما جعل المياه تحاصر سكان الحي. أمطار الصيف تفضح البريكولاج بكل من سكيكدةوالمسيلة تحولت كل من مدينة سكيكدة الساحلية الى صورة كارثية بسبب الأمطار التي تهاطلت وحولت كبرى الشوارغ الى بحيرات صغيرة غمرت الأخضر واليابس وشلت حركة المرور الأمر كذلك بالنسبة لولاية المسيلة اين كشفت الأمطار عن كمية المعاناة التي يعيشها سكان المدن الداخلية بمجرد هطول كميات منها حيث اشتكى السكان من تقاعس المسؤولين على تهيئة الطريق الذي أصبح كارثيا كما تحولت المدارس إلى مستنقعات أين دعا أولياء التلاميذ الإسراع لتهيئة المجمعات المتضررة خاصة ونحن على مقربة من الدخول الاجتماعي. للإشارة فقد تدخلت وحدات الحماية المدنية في عدة ولايات بسبب الأمطار الموسمية وسوء الأحوال الجوية التي تسببت في سيول وغلق للطرقات بسبب على غرار ولاية تبسة،أين تم وضع جهاز أمني عبر مختلف الطرق والطرق الرئيسية وإجراء دوريات مراقبة لجميع الأحياء. وتم امتصاص المياه من 13 منزلا بالونزة، بأحياء المذبح الميزابي وحي الطرابلسي، حيث بلغ منسوب المياه 60 إلى 90 سم كما تم امتصاص مياه ابتدائية فرحي احمد بالحمامات، اين بلغ منسوب المياه 30 سم بفناء الابتدائية و03 أقسام ومكتبين تدخلت الوحدة الثانوية للحماية المدنية بالشريعة، لإنقاذ قطيع غنم على مستوى دوار بئر الطويل بالشريعة وقد كان القطيع داخل زريبة على حافة واد غمرتها مياه الأمطار حيث تم تسجيل نفوق خروفين. وحسب تصريح صاحب المالك، فقد جرفت سيول الأمطار 17 خروفا. كما كشفت مصالح الحماية المدنية لولاية المسيلة، أن عدد التدخلات خلال التقلبات الجوية، التي عرفتها، أمس السبت، بلغت 36 تدخلا. وذكر بيان للمصلحة، أن أهم التدخلات، تمثلت في إنقاذ طفل ذي 12 سنة، بواد الشيخ أعمر قرية أولاد الحاج، في بلدية عين الخضراء. وتم إنقاذ الطفل من طرف المواطنين بمعية عريف كان خارج وقت عمله، حيث تم نقله إلى عيادة المنطقة. وعرفت بلدية عين الملح، معاينة تسربات مياه داخل،منازل بلغ سمكها 20 سم، بأحياء المقسم وحي الغزلي وحي 08 ماي 1945، بالإضافة إلى تجمع مياه الأمطار في شوارع الأحياء المذكورة بحوالي 40 سم. وشهدت بلدية الشلال،تسربات مياه الأمطار بقرية أولاد معتوق 37 منزلا، بالإضافة إلى سقوط جدارين لفنائي منزلين، مع تسجيل خسارة حوالي 40 قنطار شعير.