إطلاق إحصاء النقاط السوداء الخاصة بالفيضانات كشفت الأمطار التي تهاطلت في الفترة الأخيرة عبر ولايات الوطن، سياسة البريكولاج للمسئولين المحليين والتي فضحت عيوب البنى التحتية للمنشآت العمومية، على غرار الطرقات والبالوعات والتي تضررت بشكل كبير. تسببت الأمطار المتساقطة في الفترة الأخيرة في فضح العيوب المتعلقة بالبنى التحتية للبلديات والولايات، بحيث تسببت هذه الأخيرة في خسائر مادية معتبرة أغلبها عبر الطرقات والتي غرقت في الأوحال والمياه، إضافة إلى البالوعات والتي شهدت انسدادا ملحوظا. أمطار طوفانية تُغرق أحياء قسنطينة تسببت الأمطار الغزيرة المتهاطلة بمدينة قسنطينة في إغراق العديد من الشوارع، بحيث تساقطت أمطار رعدية مرفوقة بالبرد نتجت عنها فيضانات تسببت في خسائر مادية وغلق الطرق، مما حجز بعض السيارات والتي بقيت عالقة بمنتصف الطرقات، أين بدأت السيول في التجمع شيئا فشيئا خاصة في المنحدرات وعديد الأحياء الداخلية والتي غرقت بسبب سقوط الحجارة والطين وتجمعها في وسط الطرقات، مشكلة بذلك فوضى عارمة وسد جميع المنافذ المؤدية نحو الأحياء وإعاقة حركة السير. ومن جهته، تدخلت فرق الحماية المدنية بعدة مناطق لإنقاذ العالقين وتصريف المياه المتجمعة في أغلب الطرقات بسبب انسداد البالوعات. أمطار غزيرة تحاصر ولاية خنشلة وفي ذات السياق، شهدت مدينة خنشلة تساقط أمطار غزيرة دامت لساعات طويلة، ما جعلها كافية للتسبب في سيول أغرقت الشوارع والممرات بشكل ملفت ما تسبب في إغلاق العديد من الطرقات والمسالك وسط المدينة وبعض بلدياتها. كما فرضت الأمطار حالة من الحصار على السكان، حيث أغلقت المحلات وخفت حركة المرور والمارة بتجمع المياه بالأحياء بسبب البالوعات المسدودة والتي عجزت عن تصريف المياه، أين تراكمت بها الأوحال ومياه الأمطار لتجعلها مسدودة عن آخرها. ومن جهته، فقد قام السكان والمواطنون بإزالة المياه المتجمعة والأوحال وتحرير المياه العالقة والتي فرضت الحصار على السكان لساعات طويلة. بلديات بالجملة تغرق في الأوحال بتبسة وفي ذات السياق، اجتاحت خلال ايام الاسبوع أمطار طوفانية عدة بلديات بولاية تبسة وتسببت في إغراق بيوت المواطنين بالأتربة والأوحال، بعد أن تسربت إليها مياه الأمطار التي لم تجد مجارى تتدفق منها وإلى المصبات والأودية نظرا لانسداد قنوات الصرف، يضاف إلى ذلك ضعف واهتراء في البنية التحتية وتراكم النفايات الصلبة بمواقع الوديان، كلها أسباب جعلت كل من بلدية العقلة وبئر العاتر وبكارية ومرسط تغرق في لحظات من هطول أمطار غزيزة. وبحسب ما سجلته مصالح الحماية المدنية من تدخلات إلى غاية ساعة متأخرة من ليلة الخميس إلى الجمعة الماضيان، أين تم وضع نقاط مراقبة على مختلف الأحياء، حيث تم تسجيل تدخلات متفرقة تمثلت في إخراج حافلة من نوع كواستر ليس فيها مسافرين، الحافلة عالقة بواد على مستوى الطريق الرابط بين بلديتي الكويف وبكارية، كما تم تسجيل امتصاص مياه منازل حيث بلغ عدد المنازل 18 منزلا (منزلين بالكويف وبكارية، 5 منازل بالعقلة، 5 منازل بمرسط، 6 منازل بالونزة) حيث بلغ منسوب المياه 30 إلى 40 سم، كما تم امتصاص مياه من 14 حي على مستوى بلدية بئر العاتر ومسجد. وأمام هذه الوضعية الكارثية التي شهدتها ولاية تبسة، يطالب السكان من السلطات المحلية إجراء تدخلات استعجالية للحماية عند سوء الأحوال الجوية وتكون هذه الإجراءات أكثر واقعية ولها نتائج فعلية في الأوقات المناخية. الأمطار الطوفانية تعري واقع التنمية بولاية النعامة كما خلفت الأمطار الغزيرة التي تساقطت خلال طيلة الاسبوع في خسائر مادية معتبرة عبر ولاية النعامة، بحيث تسببت هذه الأخيرة في كشف عيوب التنمية المحلية بالولاية، وخاصة فيما يتعلق بوضع الطرقات، إذ قامت الأمطار بتعرية البنى التحتية للطرقات بكشفها عشرات العيوب التي تتعلق بإنجاز الطرقات والتي كانت، حسب ما يبدو، غير مطابقة، بحيث خلفت الأمطار مئات الحفريات بسبب هشاشة الزفت وهشاشة الطرقات، إذ تحولت هذه الأخيرة إلى مستنقعات مفتوحة بالهواء الطلق. ومن جهته، تسببت الأمطار الغزيرة في إغراق الأحياء وغمرها بالمياه و الأوحال الناتجة عن الطرقات والحفر، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب، ليمتد إلى البالوعات والتي طمرت عن آخرها بسبب تراكم الأوحال بها نتيجة انسدادها وعدم توفر مساحات لتصريف المياه. ومن جهته، فقد عبر سكان ولاية النعامة عن استيائهم البالغ من الوضع الذي يفرض نفسه مع تساقط قطرات الأمطار، أين أشار الكثيرون إلى واقع التنمية المحلية المزري وتلاعب المسئولين بالإنجازات التنموية التي لا تتطابق والمعايير اللازمة والتي تبدو مغشوشة، ما يجعل الطرقات تغرق في فوضى عارمة بعد هطول الأمطار. المياه تُغرق 39 منزلاً وتخلّف خسائر زراعية بڤالمة خلفت الأمطار التي تساقطت على بلديات إقليم ولاية ڤالمة، بداية الأسبوع، حالة من الخوف والهلع في أوساط المواطنين، الذين غمرت مياه السيول الجارفة منازلهم عبر عدد من بلديات الولاية، خاصة ببلديتي وادي الزناتي وتاملوكة بالجهة الجنوبية لإقليم الولاية، أين سجلت مصالح مديرية الحماية المدنية بڤالمة جملة من التدخلات خاصة ببلديتي تاملوكة ووادي الزناتي، والتي تسربت فيها مياه الأمطار إلى 39 منزلا، وخلّفت عدّة خسائر في الأغطية والأفرشة وحتى المحاصيل الزراعية، كما هو الحال بحي التوت بمدينة وادي الزناتي، أين تسربت مياه الأمطار إلى ستة منازل وتسببت في إتلاف الأفرشة والأغطية وتبلل سبعة قناطير من القمح، بالإضافة إلى تضرر جدار منزل على وشك الانهيار، كما تسربت مياه الأمطار لأربعة منازل أخرى بحي 17 أكتوبر بوادي الزناتي، وأتلفت أفرشة وأغطية، بالإضافة إلى تسرب المياه إلى خمسة منازل أخرى بحي رابح لوصيف، وتضررت الأفرشة والأغطية داخلها، كما هو الحال بأحياء رابح سعايدية ومحمد الطاهر كحلي، وحي 20 أوت 55 وكذا قرية سيدي عبيد بمخرج بلدية وادي الزناتي، التي واجه سكانها صعوبات كبيرة في شفط المياه المتسربة إلى داخل مساكنهم، ما أجبرهم على الاستنجاد بوحدات الحماية المدنية التي جندّت فرقها للتدخل وإنقاذ حياة المواطنين، وإخراج المياه من المنازل المتضرر، كما سجلت مصالح الحماية المدنية ارتفاعا في منسوب مياه وادي صولير ببلدية تاملوكة، مع تسرب لمياه الصرف الصحي إلى داخل أحد المنازل بقرية عين آركو ببلدية تاملوكة، التي شهدت أيضا تسربا للمياه بمسكنين في قريتي صولير وبرحاب. وأشار سكان المناطق المتضررة، بأن الأمر راجع لسوء البنى التحتية بالولاية، أين تغيب التهيئة وخاصة فيما يتعلق بوضع الطرقات وقنوات الصرف الصحي والتي تتجمع بها الأوحال والقاذورات ما يجعلها مسدودة على مدار السنة، وقد أشار المواطنون أيضا إلى أن هذه الأخيرة لا تكاد تخضع للتنظيف و الصيانة إلا بحلول فصل الشتاء تحسبا لنزول الأمطار. إطلاق إحصاء النقاط السوداء الخاصة بالفيضانات وفي ظل هذا الواقع الذي شهدته العديد من ولايات الوطن، سيتم إطلاق إحصاء النقاط السوداء الخاصة بالفيضانات المتواجدة عبر ولاية تيزي وزو بناءً على تعليمات أصدرها والي الولاية، محمود جمعة، خلال أشغال مجلس ولائي خصص للدخول المدرسي والتحضيرات الخاصة بفصل الشتاء. وأكد رئيس الهيئة التنفيذية المحلية، في هذا الاجتماع، على الحاجة الملحة إلى تحديد جميع النقاط السوداء على مستوى الولاية وبدء عمليات التنظيف في وقت مبكر اعتبارا من الأسبوع المقبل، إلى جانب ضرورة وضع خريطة مناطق الثلوج والفيضانات واتخاذ جميع التدابير الوقائية اللازمة لتجنب الحالات المأساوية. وتجسيدا لذلك، أعطى ذات المسؤول تعليمات إلى المسؤولين المعنيين وعلى وجه الخصوص مديرية الأشغال العمومية والديوان الوطني للتطهير والحماية المدنية ورؤساء الدوائر لإنشاء لجنة متعددة القطاعات تتكفل بالعملية وتقدم تقريرا نهاية سبتمبر. وبعدما أعرب عن أسفه للتأخير الكبير في إطلاق العمليات المسجلة لصالح الولاية والتي يعود بعضها إلى عام 2012 أو 2013 والتي نجم عنها حالات استياء المواطنين، دعا جمعة المسؤولين المحليين لتغيير أساليب العمل وجعل التنمية المحلية من أولويتهم. وفيما يتعلق بالعام الدراسي الجديد، قال مدير التربية، أحمد لعلاوي، أن الولاية ستستفيد من ستة هياكل مدرسية جديدة لهذا الموسم، بما في ذلك اثنين لكل طور دراسي، لضمان اتخاذ جميع الترتيبات من أجل بداية عام دراسي جيد.