"هذا ما أعد به الجزائريين في حال انتخبوني رئيسا" "المؤسسة العسكرية أدت ما عليها خاصة في محاربة الفساد"
هل تتوفر شروط نزاهة الانتخابات في ظل النقائص التي سجلها البعض على القوانين المنظمة للعملية؟ القوانين الناظمة للانتخابات تشهد تطورا باتجاه النزاهة في كل مرة بشكل أفضل من قبل ولكنها لا ترتقي لحد الآن إلى المستوى الضامن للنزاهة الحقيقية، ونحن اليوم في حركة البناء الوطني، أن التعديلات الأخيرة للقانون تمت عبر الحوار السياسي الواسع وقدمنا عدة مقترحات تم الأخذ بها في القانون الأخير. والمشكل دائما ليس في النصوص ولكن المشكل في اللصوص، ولصوص الانتخابات سيقف لهم الشعب بالمرصاد وسنتحالف مع المرشحين الآخرين من أجل الوقوف في وجه السطو على الإرادة الشعبية، ومازلنا نعتقد أنه يوجد عاملان أساسيان يساهمان في النزاهة: أولا: التصويت المكثف للمواطنين وحراسة صناديق الانتخابات. ثانيا: هو مواصلة الجيش الوطني الشعبي لمرافقة الحراك لضمان نزاهة الانتخابات من أفراد العصابة.
هل تعتقدون أن أي حزب أو شخص يمكنه أن يواجه التحديات القادمة لوحده؟ نحن الآن نتكلم عن مخاطر، وليس فقط تحديات على مستقبل البلاد في ثلاثة أبعاد هي الأمن القومي والأمن الغذائي والأمن الديمقراطي ولا يمكن لأي حزب أو رئيس أن يواجه هذه التحديات منفردا، ولذلك ندعو باستمرار إلى برنامج مشترك وإنجاز مشترك وأنا ملتزم بالتشاركية في إدارة المستقبل، لأن التضامن الوطني هو رهان النجاح على الأقل في المرحلة الأولى من عمر الجزائر الجديدة، والتي تحتاج إلى إعادة بناء علاقاتنا على أساس التعاون وليس على أساس الصراع الذي فرضته علينا السنوات الماضية. كيف تقرأون حالة الاستقطاب الحالية في الساحة بمجرد دخول المنافسة بعض وجوه النظام البوتفليقي؟ أنا لا أرى هذا الاستقطاب أبدا، بل العكس هو الحاصل في الواقع، لأن الشعب يرفض بقايا بوتفليقة والذين راهنوا على الدعاية والوهم بأنهم مرشحو الجيش سمعنا خطاب الجيش الذي تبرأ تماما من دعمهم، لأن الجزائر الجديدة تحتاج إلى مرشح شعب ورئيس شعب يستطيع صناعة الفارق من خلال القوة المبنية على الديمقراطية وليس على السلطة أو المال الفاسد أو دعم ورضا الخارج كما كانت الحالة السابقة. ولذلك فإننا نخوض الانتخابات بعد التوكل على الله بثقة في شعبنا، ونحاول أن نقدم إضافات تقنع هذا الشعب من خلال التعاون معه على إعادة بناء المؤسسات بشرعية شعبية وتحرير العمل الاستثماري وتوسيع وتنظيم التضامن الوطني ودعم الشباب ليستقر ويتمكن من المساهمة الإيجابية في بناء المستقبل، ليس بالمساندة وإنما بتوفير الفرص أمامه للوصول إلى السلطة عبر الشفافية والوصول إلى الثروة عبر التنافس الحر والشريف على خدمة البلاد، وهذا هو الاستقطاب التنموي المطلوب في المنافسة الانتخابية وليس الحديث عن مرشحين من وجوه النظام البوتفليقي كما قلتم في سؤالكم.
حاليا، النقاش مقتصر على الأشخاص دون البرامج، كيف تقرأون ذلك؟ هناك حالة من الشك والتيئيس من الانتخابات تصنعها العصابة، وتحاول أن تدفع إلى النقاش حول الأشخاص لتسطيح الانتخابات والتقليل من أهميتها، فالأشخاص يتمايزون في الواقع بالبرنامج الذي سيقدمونه للشعب هل هو متناسب مع جزائر ما بعد الحراك أم مازال محبوسا في الذهنيات القديمة البالية. والحقيقة أن البرنامج الذي يفرض نفسه هو برنامج الحراك الشعبي الواضح والذي يريد جزائر نوفمبرية باديسية ويريد استمرار محاربة الفساد ويريد الديمقراطية الحقيقية والانتخابات النزيهة وإعطاء الفرصة للشباب واستعادة الجزائر والخروج من التبعية لفرنسا وشركاتها وهيمنة عملائها على الاقتصاد والثروة والمؤسسات وحرمان الجزائريين من سيادتهم واستقلالهم.
يلاحظ عليكم التركيز كثيرا على القضايا الدولية، ما محل الإصلاح السياسي والاقتصادي في برنامجكم؟ بالعكس نحن نفكر في هموم شعبنا واهتمامات المواطنين، وبرنامجنا سيتركز على تقوية المؤسسات والتنمية المستدامة، ولدينا برنامج استعجالي للخروج من الألغام التي ورثتها البلاد عن السلطة التي ثار عليها الشعب ورئيسها المعزول، في التربية والصحة والسكان، في الطاقات المتجددة لاسيما الطاقة الحرارية، في الاستثمار وفي الفلاحة وغيرها من المجالات. وأما القضايا الدولية فهي جزء من اهتمام حركتنا منذ تأسيسها، لأن الجزائر دولة محورية وعليها أدوار حضارية كثيرة في المحيط الإقليمي لها، ولدينا مصالح متبادلة نؤثر بها ونتأثر من نتائجها، ولكن الجزائر هي الأولوية أولا ودائما، واحتياجات شعبنا مقدمة على غيرها من كل الاهتمامات. نحن نعتقد أن أزمتنا سياسية وليست اقتصادية، وعندما يتوقف الفساد السياسي سيتنفس الاقتصاد ويتحرر الاستثمار ويستعيد الشعب ثروته التي تجعل البلاد آمنة اقتصاديا، وسنعيد ترتيب أولوياتنا لجلب الاستثمار وتوسيع التنمية الفلاحية والنهوض بمنظومتنا المالية لتواكب التطور العالمي وسندعم البحث العلمي ونشرك المثقف في السلطة ونربط الجامعات بالاقتصاد الوطني والشركات الاقتصادية لترشيد منظومة التنمية ونحرر المؤسسات من البيروقراطية المعيقة للثقة والنمو وسنفعل أدوات المجتمع الاقتصادية المرتبطة بقيمه الثابتة.
هل تعتقدون أن الظروف مواتية لتولي إسلامي هرم السلطة؟ الشعب الجزائري كله شعب مسلم، والتصنيفات الإيديولوجية للأحزاب ليست هي التي ترفعهم أمام المواطنين وإنما التفاضل يكون بالحرص على مصلحة البلاد، فالذين يخافون الله في أموال الشعب وحقوق الشعب وإرث الشهداء سيكونون هم الأمناء الحقيقيون على ميراث الشهداء رحمهم الله، والذين يخافون الله سيحترمون الدستور والقانون كعقد اجتماعي بين السلطة والشعب ولا يتلاعبون به حسب أهوائهم وأمزجتهم. والإسلام هو المكون الذي وحد شعبنا الجزائري، ولذلك استهدفت الدوائر الغربية خلق فوبيا الإسلام لدى شعوبها، وللأسف بعض المسجونين في التبعية الاستعمارية لا يزالون يرددون هذه التخويفات، وإلا فالإسلام هو دين العدل والتسامح والحرية والخير والتضامن وتشجيع الإبداع والانفتاح على كل الثقافات والمصالح الإنسانية ونحن نعتز بإسلامنا ونرفض ممارسات تشويه الإسلام مثلما نرفض الإرهاب والعنف الذي يريدون ربطه بالإسلام والإسلام بريء من هذه الممارسات.
تبدون متفائلين بفوزكم، من أين لكم بكل هذه الثقة؟ نحن متفائلون لأننا نرى الواقع الذي سيشهد انتخابات مفتوحة، ونحن لا نعمل بشكل حزبي بل بشكل شعبي ومع كل فئات المواطنين، وسنرفع الحڤرة عن المواطن، لأن عهد الحڤارين انتهى إن شاء الله، وشعبنا سيصوت للتغيير ولن يقوم المواطنون بعملية استنساخ من بوتفليقة، ونحن نثق في الله ونثق في أصالة الشعب ورفضه الفاسدين والمتاجرين بالوطنية.
ما هو مطلوب في نظركم من المؤسسة العسكرية في الوقت الحالي؟ المؤسسة العسكرية أدت ما عليها، وعلى السياسيين أن يتحملوا مسؤولية السياسة عبر الاختيار الحر، لأن الجيش الوطني الشعبي اليوم استحق بكل جدارة صفة الشعبي بانخراطه مع الشعب وحماية الحراك، واستحق بجدارة اسم الوطني لأنه كان شريفا في محاربة الفساد وحماية الوطن من تهديدات الخارج ومن عصابات الداخل. والجيش الذي رافق الحراك تعهد بمرافقة الانتخابات وحمايتها من التزوير والسطو ومن التشويش وتعفين البيئة الانتخابية، وهو يعبر عن ثقته في الطبقة السياسية، ونحن نبادله الثقة نفسها إن شاء الله، وعلى الجميع تقوية الجبهة الداخلية من أجل حماية مشتركة للجزائر من التحرشات الأجنبية.
هل تعتقدون بوجود مرشح للسلطة؟ لا أبدا.. أنا أعتقد بمرشح الشعب ورئيس الشعب، وأتصور أن الشعب سيعزل بقايا العصابة عن الأدوار السياسية في هذه المرحلة.