البلاد - زهية رافع - أخرج الجو السياسي الراكد، منذ الأسبوع الأول من عمر عملية الترشيحات، بعض الوجوه السياسية والراغبين في الترشح للخروج، وكسر هذا الجمود عبر تصريحات متباينة جمعت بين الهجوم على منافقي السياسة، وتقديم طروحات تحمل في طياتها رفع الغطاء عن برامجهم الانتخابية قبل موعد الحملة الانتخابية دفع الظهور الإعلامي لمترشح الانتخابات الرئاسية، عبد المجيد تبون، بعض منافسيه للظهور والخورج من حلبة جمع التوقيعات إلى المبارزة الإعلامية، لاسيما بعد الضجة التي أحدثتها خرجة تبون، وهو ما قد يفسر تخوفا من بعض المترشحين استغلال الفراغ السياسي لصالح تبون والعمل على استقطاب المواطنين عبر رفع الغطاء عن برنامجه بشكل تدريجي قبل موعد الحملة الانتخابية الرسمية.
مقري يهاجم الوافدين على السياسة بعد حراك 22 فيفري فضّل رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الذي اختفى عن المشهد السياسي وغاب بشكل جلي منذ الإعلان عن موقفه بشأن الانتخابات الرئاسية، وهو الغياب الذي قرأه البعض بأنه يعكس انتكاسة غير مسبوقة يعيشها أقوى حزب إسلامي معارض، فضل الخروج عبر صفحة "تويتر" لتمرير بعض الرسائل السياسية المشفرة لمن وصفهم بأصحاب الربح السريع. مقري وفي بعض الكلمات هاجم بشكل ضمني أطرافا لم يحددها، لكنه أشار إلى أنها تستثمر في الحراك، وسماهم بالوافدين الجدد على السياسة، حيث قال في تغريدته إن "بعض" الوافدين على السياسة بعد 22 فبراير لم ينظروا إلى الحراك الشعبي بأنه فرصة للديمقراطية. وأضاف مقري، إن "هؤلاء اعتقدوا أن الحراك سيُخلي لهم الساحة السياسية من كل مكوناتها، صحيحها وسقيمها، لتكون لهم الفرصة فجأة دون سابق نضال، إنه منطق الربح السريع، أعطوا الأولوية للديمقراطية ينجح الجميع".
بلعيد يرفع الستار عن برنامجه الانتخابي.. من جهة أخرى، أطلق كل من المترشح عن حزب "المستقبل" بلعيد عبد العزيز، وسليمان بخليلي، أولى عياراتهما في هذه الحملة، بعد أن صوبا رسائلهما باتجاه رفع الغطاء عن البرنامج الانتخابي لكل منهما، حيث طرح بلعيد عبد العزيز، الذي لم يظهر منذ الإعلان عن ترشحه وسحب الإستمارات، بعضا من نقاط برنامجه السياسي تحسبا لرئاسيات 12 ديسمبر المقبل، وشدد على إجراء إصلاحات وتعديلات عميقة على مختلف القوانين، وإعطاء صلاحيات موسعة لرؤساء البلديات بدون فرض رقابة عليهم من قبل مسؤولين أعلى منهم سلطة، كرئيس الدائرة أو الوالي. وأضاف في السياق ذاته: "في برنامجنا سنسعى أن تكون القوانين في كل منطقة حسب خصوصياتها، لا يمكن أن تكون القوانين متماثلة، حتى بخصوص الضرائب سيكون الشيء نفسه". وكان اللافت في تصريحات بلعيد عبد العزيز، مرشح جبهة المستقبل، دعوة صريحة لحكومة بدوي بتأجيل النظر في قانون المحروقات قيد الدراسة الذي صادق عليه مجلس الوزراء مؤخرا، وينتظر أن يعرض على البرلمان، حيث طالب بتأجيل النظر فيه "لأن الوقت غير مناسب لمناقشته والمصادقة عليه". وأوضح بلعيد، في ندوة صحفية بحاسي مسعود، أن الرئيس المقبل للجزائر هو المخول للعمل على ملفات ثقيلة كهذه، وأن الشعب غير مهيئ للخوض في النقاش حياله، لأنه فقد الثقة في الأحزاب السياسية.
بلخليلي يتهم البلديات بالتحيز وعرقلته في السياق ذاته، كشف الراغب في الترشح للرئاسة، الإعلامي سليمان بخليلي، عن فحوى برنامجه السياسي ومجمل الإصلاحات التي سيعمل عليها حال نجاحه في اعتلاء سدة الحكم، حيث تعهد بإلغاء العديد من الوزارت التي لم تقدم شيئا للاقتصاد الوطني، إذ لا يجب ربط الشباب بالرياضة، بل ربط الشباب بالتكوين والعمل، وربط الرياضة بالاتحادات حسبه واستبدال وزارة السياحة التي استهلكت الملايير دون جدوى بالمجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب، وإلغاء وزارة الاتصال ومنح صلاحياتها لسلطة الضبط. وتعهد بخليلي، في ندوة صحفية بمراجعة البرنامج التربوي، وإبعاده عن الصراعات الإيديولوجية، وبإعادة الثقة بين الجزائريين وترميم القلوب، والتركيز على مبدأ التداول على السلطة، بما في ذلك الأحزاب. وبخصوص سير عملية جمع التوقيعات، أوضح المتحدث، أنها بلغت حوالي نسبة 85 بالمائة، رغم مواجهته لصعوبات وعراقيل كثيرة تدفع للشك بجدية الحياد المنشود بالعملية الانتخابية". وفتح بخليلي النار على بعض البلديات والضباط العموميين واتهمهم بالتسبب بعرقلة عملية توقيع الاستمارات خدمة لأطراف أو أشخاص. وأضاف بخليلي "سجلنا ببعض البلديات عرقلة العملية، بما يوحي أنه تحيّز لحزب سياسي ما أو مرشح معين يكنون له الولاء".
مسدور: بيع استمارات التوقيعات ب500 دينار .. كشف الراغب في الترشح للرئاسيات، فارس مسدور، عن شراء بعض المترشحين للتوقيعات الخاصة بالترشح للرئاسيات، المزمع إجراءها يوم 12 ديسمبر المقبل. وقال مسدور في تصريح لوسائل الإعلام، إن ‘' بعض المترشحين يشترون التوقيعات ب 400 و500 دج للتوقيع الواحد"، واصفا هذا الأمر ب«الخطير". ويبعث هذا التصريح مخاوف من عودة الشكارة والمال الفاسد لهذه الانتخابات التي تعهد رئيس السلطة المستقلة لمراقبة الانتخابات محمد شرفي بنزاهتها، وأكد أن التزوير فيها سيكون مستحيلا، ورغم أن الحديث عن توظيف المال الفاسد في العمل السياسي سابق لآوانه، بالنظر لكون قطار الحملة الانتخابية الرسمية لم ينطلق بعد، زيادة على الضمانات الجديدة المفترض أن توفرها التعديلات الجديدة على القانون العضوى للانتخابات، وكذا السلطة المستقلة، تبعث هذه التصريحات تساؤلات حول قدرة الهيئة المشرفة على الانتخابات على مراقبة المال الفاسد، خاصة فيما يخص معالجة مسألة تمويل الحملات الانتخابية، واستخدام المال الفاسد في السياسة.