البلاد - رياض.خ - سجل المركز الوطني لعمليات الحراسة والإنقاذ التابع للمصلحة الوطنية لحرس السواحل لقيادة القوات البحرية، عودة لافتة لقوارب المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين إلى الإبحار باتجاه السواحل الأوروبية، وباتت أخبار إحباط محاولات عشرات الشباب الحالمين ببلوغ شبه الجزيرة الإيبيرية، تتصدر المشهد الوطني. وفي هذا السياق، أعلن المركز الجهوي لعمليات الحراسة والإنقاذ، عن توقيف ما لا يقل عن 113 مهاجرا غير نظامي، تتراوح أعمارهم بين 19 و38 عاما، في كل من سواحل بني صاف بعين تموشنت، بإجهاض رحلة إبحار سري ل45 شابا على متن قارب صيد عشية عيد الفطر، وتوقيف 13 حراڤا على متن قارب فاخر سريع "قليسور"، قبالة شاطئ بن عبد المالك رمضان، شرق ولاية مستغانم. كما تم إحباط محاولة هجرة غير شرعية لمجموعة مكونة من 12 شخصا على متن قارب سريع على بعد 7 أميال بحرية شمال شاطئ الدشرية غرب سواحل تنس، عشية عيد الفطر، وذلك في عمليات أمنية مهمة من نوعها في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد هجرة عكسية غير مسبوقة من سواحل أوروبا نحو شمال إفريقيا منها الجزائر. كما تمكن أفراد الدرك في ولاية الطارف، من توقيف 10 شبان كانوا بصدد ركوب زورق مائي محاولة للإبحار السري من شاطئ صخري ببلدية الشط نحو سردينيا بإيطاليا. هذه الأرقام الرسمية في عدد محاولات الهجرة غير النظامية من سواحل الجزائر نحو السواحل الأوروبية، أعطت الانطباع بقوة أن الظاهرة أطلت برأسها من جديد، بدليل أنه يكاد لا يمر يوم من دون أن تجهض فرق حراس السواحل في غرب وشرق الوطن على وجه التحديد محاولات هجرة غير شرعية أو تفكيك شبكات الاتجار بالبشر، على غرار حادثة توقيف ثلاثة مهربين في دائرة عين الترك بوهران، كانوا قد جمعوا ما يقرب 200 مليون سنتيم من أربعة شبان، بمعدل 50 مليون للحراڤ الواحد، لتدبير رحلتهم السرية صوب ساحل طريفة في إقليم الأندلس. ويعزز الطرح القائل بعودة ظاهرة الحراڤة، الصور التي تتناقلها في هذه الأيام مواقع التواصل الاجتماعي عن نجاح شباب في الوصول إلى السواحل الإسبانية أو الإيطالية، على متن قوارب نزهة مزودة بمحركات فائقة السرعة مقابل أموال بالعملة الصعبة تزيد عن 3 آلاف أورو للحراڤ الواحد، أو ما يعادل 60 مليون سنتيم بالعملة المحلية. وتكشف المعطيات عن تجدد نشاط عصابات المتاجرة في البشر، وذلك بعد نجاح المجموعة الإقليمية لدرك وهران، في وضع اليد على 4 منظمين لرحلات سرية نحو سواحل قادس وخيرونا الإسبانية، كانوا بصدد تعريب ما لا يقل عن 16 شخصا ينحدرون من ولايات الشلف، غليزان، مستغانم والبيض مقابل 60 مليون للحراڤ الواحد على متن قارب فاخر، وتم عرض الجميع على نيابة محكمة عين الترك، التي وجهت استداعات للمثول أمام وكيل الجمهورية، بتاريخ 03 جوان الداخل. إعلانات الهجرة غير الشرعية تغزو مواقع التواصل..من وراءها؟ في هذا السياق، ترى جهات إن عودة رحلات الهجرة غير الشرعية في هذه الظروف الوبائية التي تسود العالم، وبالأخص الجزائر ودول مياه المتوسط، ليست بريئة، خصوصاً في ظل ارتفاع عدد العمليات الأمنية التي سمحت بتفكيك شبكات تنظيم رحلات الإبحار السري، بالإضافة إلى النشاط الكثيف لصفحات التواصل الاجتماعي التي تروج لهكذا لرحلات بشكل أو آخر. ويقول الأستاذ الجامعي في علم النفس الاجتماعي، محمد بن ترمول، في هذا الشأن، إن "الهجرة غير الشرعية باتت تجارة مربحة للشبكات الإجرامية التي تستغل المشاكل اليومية للشباب من خلال تضخيم الرفاهية المزعومة في أوروبا لاصطياد الزبائن"، موضحا أن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسباني بتمكن بلاده من التخلص التدريجي من أزمة كورونا، حرك مجددا نشاط عصابات تهريب البشر إلى إسبانيا، مضيفا أن الوضع لا يرتبط لا بعاملي المعيشة ولا الاقتصاد، كون أن إسبانيا مثلا فقدت الكثير في هذه المحنة الوبائية، وأن دول العالم كلها تتساوى اليوم ولا فرق بين فترة وأخرى، معتقدا أن عامل عودة الظاهرة مردها إلى دافع إجرامي بحت يبحث عن المال على حساب أرواح البشر . رقابة شديدة على دراجات الجيتسكي.. أكدت مصادر مطلعة ل« البلاد"، أن تعليمات مشددة تلقتها الوحدات العائمة لحرس السواحل في ربوع الوطن، من أجل مطاردة الدراجات المائية التي تحمل المهاجرين، وإلقاء القبض على سائقي تلك الدراجات.