تكليف فرق مكافحة الجرائم الإلكترونية لملاحقة تجار الموت البلاد - خ.رياض - تجدّدت ظاهرة الإبحار السري بشكل لافت، منذ حلول شهر الصيام، في سواحل غرب الوطن على وجه الخصوص، التي سجلت إلى حد الساعة اعتراض رحلة ما لا يقل عن 72 شابا، بينهم إفريقيان من جنسية بوركينابية، و3 فتيات. وبحسب بيان حديث للمركز الجهوي لعمليات الحراسة والإنقاذ، فإن مجموعات حرس السواحل تمكنت من إنقاذ 51 شابا في كل من "كريستل" و«كاب فالكون"، وشاطئ "النجمة" بوهران، من غرق محقق، بالإضافة إلى عملية نجدة 7 شبان بينهم فتاة، تم إنقاذهم من موت محقق ليلة أمس الأول، على بعد 10 أميال بحرية شمالي شاطئ "أقلة" ببلدية هنين، 60 كلم شمال تلمسان. كما تم إغاثة 10 شبان بينهم إفريقيان يقيمان بطريقة غير شرعية، على بعد 7 أميال بحرية شمال شاطئ مرسى الحجاج، كانوا في رحلة سرية على متن قارب صيد نحو سواحل مايوركا بجزر البليار الإسبانية. وتفيد الأرقام، أن اليقظة الأمنية التي وفّرها أفراد حرس السواحل للواجهة البحرية الغربية، مكنت من إحباط 7 محاولات هجرة غير نظامية تمت في جنح الليل، في كل من وهران، تلمسان ومستغانم. ولم يخف المصدر أن الموقوفين كانوا قد أقلعوا على متن قوارب مختلفة، منها قارب نفاث من نوع "بولبول تيفي"، مجهزة بمعدات الإبحار السري، وجهتهم سواحل إسبانية حسب مخطط "الحرڤة" الذي أعدته شبكات تهريب البشر التي عادت بقوة في الأيام القليلة الماضية، وهذا استغلالا للوضع العام في الجزائر وانشغال المصالح الأمنية بتأمين الأمن العام في المدن. وتلفت المعطيات إلى أن وحدة حرس السواحل بوهران، تمكنت منذ يومين، من إنقاذ 16 مهاجرا غير شرعي ينحدرون من ثلاث ولايات من غرب الوطن، كانوا على متن قارب مطاطي على وشك غرق مؤكد، فيما جرى إحباط هجرة غير شرعية لمجموعة مشكلة من 14 شابا، على بعد 4 أميال بحرية، شمال "كاب كاربون" بعين الترك، كانوا سلّموا أحد مدبري الرحلات السرية أموالا بالعملة الصعبة فاقت 3000 يورو لكامل مرشحي الهجرة غير الشرعية. وتبدي المصالح الأمنية التي تشتغل على وقف هذا السيل من الشبان الراغبين في الهجرة إلى القارة العجوز، مخاوفها من عودة رحلات الموت إلى واجهة الأحداث خلال شهر الصيام، الذي عادة ما تتجد فيه هذه الرحلات انطلاقا من سواحل الغرب الجزائري القريبة من شواطئ بلاد الأندلس. ففي وقت أعادت مصالح الدرك، بالتنسيق مع مجموعات حرس السواحل والوحدات العائمة، انتشارها في النقاط البحرية المعروفة بنقاط انطلاق "الحراڤة"، محاولة لكبح جماح الظاهرة ووضع اليد على المهربين، تستغل شبكات تهريب البشر أيام الحراك الشعبي لمضاعفة رحلات الموت بسبب ما يعرف بانشغال الأجهزة الأمنية بضمان الأمن العام وإحباط أي مخطط مشبوه في الجهة. وأظهرت عملية توقيف شريك "تروبيكو"، العقل المدبر لتسفير البشر عبر رحلات من نوع vip مقابل مبالغ مالية تصل أحيانا 45 مليون للحراڤ الواحد، قدرة العصابات على مواصلة جريمتها بتوظيف "السوشيال ميديا" في موجة الهجرة غير الشرعية التي عادت هذه الأيام بعد هدوء دام قرابة شهرين. حيث أبلغ مسؤول أمني ل«البلاد" أن الهجرة تحوّلت إلى علنية بسبب "فايسبوك" على وجه التحديد، فبينما كانت الظاهرة محاطة بالكتمان والسرية صارت اليوم أمرا علنيا لا يخفيه أصحاب العروض ولا المهتمين بهذه الرحلات والراغبين في الهجرة إلى "الفردوس الأوروبي" عن الأنظار، بل وصل حد الاتفاق على ثمن الرحلة، وتقاسم فيديوهات وصور لبعض المهاجرين غير الشرعيين الذين استعرضوا لقطات من رحلتهم وهم يركبون قوارب مطاطية، وفي أحيان أخرى دراجات مائية. وبحسب المصدر ذاته، فإن القيادة العامة للدرك أعطت تعليمات مشددة برفع وتيرة الجاهزية الأمنية في هذا المجال لفرملة عصابات تهريب البشر، حيث استطاعت فرقة مكافحة الجرائم الالكترونية من توقيف ما لا يقل عن 8 أشخاص في ظرف يقل عن شهرين، استحدثوا صفحات ومجموعات سرية خاصة بعروض وطلبات الهجرة مقابل 600 إلى 800 يورو للحراڤ الواحد، وقد تصل أحيانا إلى 1000 يورو، أي ما يعادل 20 مليون سنتيم تقريبا.