البلاد - آمال ياحي - سيشرع معهد باستور، هذا الأسبوع، في اقتناء معدات إجراء تحاليل "بي.سي.ار" بقدرة تصل إلى 2000 تحليل يوميا، مما سيساعد في الحصول على نتائج التحاليل في حينها تزامنا مع تزايد الانتقادات التي وجهها الخبراء للمتهاونين بالاجراءات الوقائية وتوقعاتهم بتسجيل موجة ثانية عنيفة في حال استمرار حالة التراخي واللامبالاة. وأرجع مختصون ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا مؤخرا بعد أن عرفت نوعا من الاستقرار خلال سبتمبر المنصرم إلى "تهاون" مواطنين في الالتزام الصارم بالإجراءات الوقائية، حيث أوضح أطباء ومختصون في علم الأوبئة أن الموجة الثانية من وباء كورونا ستكون أعنف من الأولى عموما مثلما هو مسجل في أغلب دول العالم، مشيرين إلى أن الجزائر دخلت هذه الموجة أواخر شهر أكتوبر المنصرم وستكون الذروة خلال شهري نوفمبر وديسمبر، متوقعين وجود موجات أخرى ستتواصل بين الحدة والضعف مع سنة 2021 وسيزيد من تأثيرها الفيروسات الموسمية التي تكون خلال هذا الفصل، إلى جانب الأنفلونزا العادية وأمراض الحساسية والفصل البارد الذي سيعمق شراسة الوباء. وبهذا الخصوص، أكد رئيس مصلحة مخبر التحاليل البيولوجية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية برويبة شرق الجزائر العاصمة البروفسور كمال جنوحات أن "استهتار" المواطنين من خلال عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية للحماية من فيروس كورونا أدى إلى ارتفاع في عدد الاصابات خلال الأيام الأخيرة. وأعاز المختص هذا الارتفاع في عدد الحالات إلى نقص الاتصال من طرف المجلس العلمي المكلف بمتابعة ورصد تفشي فيروس كورونا الذي طمأن المواطنين حتى عندما بلغ عدد الحالات 330 حالة، واصفا ذلك ب«الخطأ الفادح" الذي أدى إلى تراخي بعض الفئات الاجتماعية وتخليها نوعا ما عن الإجراءات الوقائية الضرورية للتصدي للفيروس. ويعود العامل الثاني حسب المتحدث إلى عدم السهر على التطبيق الصارم للإجراءات الوقائية ومرافقتها بعقوبات مثلما قامت به عند بداية ظهور الفيروس، محذرا من موجة ثانية للوباء مع قدوم موسم البرد. وأكد البروفسور جنوحات أن معظم مصالح الإنعاش للمستشفيات الوطنية تعاني حاليا من اكتظاظ، مشيرا كذلك إلى أن الفرد بصفة عامة لا يملك سوى نظاما مناعيا واحدا يستطيع أن يدافع عن الجسم في حالة تعرض إلى خطر فيروس واحد أما في حالة إصابته بفيروسين في الوقت نفسه (كوفيد-19 والأنفلونزا الموسمية) فإن الأمر لن يكون سهلا لا على المنظومة الصحية ولا على التحكم في زمام الوضع بصفة عامة من طرف السلطات العمومية. من جهته، حذر رئيس مصلحة الطب الشرعي بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية حساني اسعد ببني مسوس بأعالي الجزائر العاصمة البروفسور مجيد بساحة من الحالة التي وصفها "بالكارثية "التي تعاني منها مصالح الاستعجالات الطبية الخاصة بالتكفل بكوفيد-19 داعيا إلى إعادة النظر في التنظيم والتسيير الحالي للتكفل بالوباء. ونصح المختص بوضع "تنظيم وفرز حقيقي للمرضى" للوافدين على مصالح الاستعجالات الطبية الخاصة بالتكفل بالإصابة بفيروس كورونا مع وضع المؤهلات الطبية اللازمة للتكفل بالوضع الصحي بهذه المصالح خاصة خلال الفترة الليلية التي يسهر عليها أطباء مناوبون دون تلقي مساعدات من المصالح الأخرى". وذكر البروفسور بساحة بأن المصلحة استقبلت خلال فترة مناوبة ليلية واحدة حوالي 150 مريضا مشتبه فيهم مما جعل الأطباء المناوبين في وضعية صعبة ولم يتمكنوا نتيجة نقص عدد الأسرة إلا استشفاء ثلاثة مرضى فقط". وكانت اللجنة العلمية لرصد وتفشي فيروس كورونا ومعهد باستور لاحظا - استنادا إلى تحاليل "بي.سي.ار" - قد سجلت ارتفاعا في عدد الحالات، خاصة لدى التجمعات العائلية، لا سيما من خلال "عدم احترام القواعد الوقائية خلال تنظيم الأعراس والولائم". بدوره، وصف رئيس مصلحة الأمراض الوبائية بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية فرانس فانون بالبليدة، عبد الرزاق بوعمرة، الوضعية الوبائية الحالية "بالمخيفة" نظرا لعدد الحالات التي تتوافد يوميا على المستشفيات معظم نتائج تحاليلها ل«بي.سي.ار ايجابية" كما أكد المختص أنه "سبق وأن دق الخبراء ناقوس الخطر خلال شهر أوت المنصرم حول توقع ارتفاع عدد الحالات خلال شهر أكتوبر تزامنا مع ظهور فيروس الأنفلونزا الموسمية ". ونظرا للوضعية الوبائية الراهنة وتحسبا لارتفاع عدد الحالات، أعلن المدير العام للهياكل الصحية البروفيسور، الياس رحال، خلال ندوة صحفية نشطها وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الخميس الفارط، عن دعم المؤسسات الاستشفائية ب16 ألف سريرإضافي قصد توسيع وتحسين التكفل بالمصابين. فيما أعلن المدير العام لمعهد باستور البروفسور، فوزي درار، من جانبه عن اقتناء الأسبوع الجاري لمعدات إجراء تحاليل "بي.سي.ار" بقدرة تتراوح بين 1500 و2000 تحليل يوميا مما سيساعد المخابر والمستشفيات على الاستجابة لعدد المصابين والحصول على نتائج التحاليل في حينها.