مختصون يصفون الوضعية ب"المخيفة" ويرجعون السبب إلى الاستهتار بالإجراءات الوقائية تسجيل 670 إصابة جديدة خلال ال24 ساعة الأخيرة أرجع مختصون ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا مؤخرا بعد أن عرفت نوعا من الاستقرار خلال سبتمبر المنصرم، إلى تهاون مواطنين في الالتزام الصارم بالإجراءات الوقائية. وأكد رئيس مصلحة مخبر التحاليل البيولوجية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية برويبة شرق الجزائر العاصمة البروفسور كمال جنوحات أن "تهاون" المواطنين من خلال "عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية" للحماية من فيروس كورونا أدى إلى ارتفاع في عدد الحالات خلال الأيام الأخيرة. وأرجع ذات المختص في تصريح صحفي هذا الارتفاع في عدد الحالات إلى نقص الاتصال من طرف المجلس العلمي المكلف بمتابعة ورصد تفشي فيروس كورونا الذي طمأن المواطنين حتى عندما بلغ عدد الحالات 330 حالة واصفا ذلك ب"الخطأ الفادح" الذي أدى الى استهتار بعض الفئات الاجتماعية وتخليها نوعا ما عن الإجراءات الوقائية الضرورية للتصدي للفيروس. ويعود العامل الثاني -كما أوضح- إلى عدم السهر على التطبيق الصارم للإجراءات الوقائية ومرافقتها بعقوبات مثلما قامت به عند بداية ظهور الفيروس، محذرا من موجة ثانية للوباء مع قدوم موسم البرد. وأكد البروفسور جنوحات أن معظم مصالح الإنعاش للمستشفيات الوطنية تعاني حاليا من اكتظاظ، مشيرا كذلك إلى أن الفرد بصفة عامة لا يملك سوى نظاما مناعيا واحدا يستطيع أن يدافع عن الجسم في حالة تعرض إلى خطر فيروس واحد. أما في حالة إصابته بفيروسين في نفس الوقت (كوفيد-19 والأنفلونزا الموسمية) فإن الأمر لم يكن سهلا لا على المنظومة الصحية ولا على التحكم في زمام الوضع بصفة عامة من طرف السلطات العمومية"، كما حذر. ودق رئيس مصلحة الطب الشرعي بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية حساني اسعد ببني مسوس بأعالي الجزائر العاصمة البروفسور مجيد بساحة ناقوس الخطر حول الحالة التي وصفها "بالكارثية "التي تعاني منها مصالح الاستعجالات الطبية الخاصة بالتكفل بكوفيد-19، داعيا إلى إعادة النظر في التنظيم والتسيير الحالي للتكفل بالوباء. ونصح ذات المختص بوضع تنظيم وفرز حقيقي للمرضى الوافدين على مصالح الاستعجالات الطبية الخاصة بالتكفل بالإصابة بفيروس كورونا مع وضع المؤهلات الطبية اللازمة للتكفل بالوضع الصحي بهذه المصالح خاصة خلال الفترة الليلية التي يسهر عليها أطباء مناوبون دون تلقي مساعدات من المصالح الأخرى، كما قال. وذكر البروفيسور بساحة بأن المصلحة استقبلت خلال فترة مناوبة ليلية واحدة حوالي 150 مريضا مشتبه فيهم مما جعل الاطباء المناوبين في وضعية صعبة ولم يتمكنوا نتيجة نقص عدد الأسرة إلا استشفاء ثلاثة مرضى فقط. وكانت اللجنة العلمية لرصد وتفشي فيروس كورونا ومعهد باستور لاحظا – استنادا إلى تحاليل "بي.سي.ار" – ارتفاعا في عدد الحالات خاصة لدى التجمعات العائلية سيما من خلال "عدم احترام القواعد الوقائية خلال تنظيم الأعراس والولائم. ووصف عبد الرزاق بوعمرة رئيس مصلحة الأمراض الوبائية بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية فرانس فانون بالبليدة الوضعية الوبائية الحالية "بالمخيفة" نظرا لعدد الحالات التي تتوافد يوميا على المستشفيات معظم نتائج تحاليلها ل"بي.سي.ار ايجابية". وأكد ذات المختص بأنه سبق وأن دق الخبراء ناقوس الخطر خلال شهر أوت المنصرم حول توقع ارتفاع عدد الحالات خلال شهر أكتوبر تزامنا مع ظهور فيروس الأنفلونزا الموسمية. وبخصوص التكفل بالمصابين على مستوى مستشفى البليدة كشف البروفسور بوعمرة عن فتح مركز زرع الكلى لتوسيع التكفل بالمصابين الى جانب نشاطات كل من مصالح جراحة القلب وامراض العظام والرضوض وجراحة الأعصاب التي بلغت نسبة عالية من شغل الأسرة بها، كما أضاف. نظرا للوضعية الوبائية الراهنة وتحسبا لارتفاع عدد الحالات، أعلن المدير العام للهياكل الصحية البروفيسور الياس رحال خلال ندوة صحفية نشطها وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الخميس الفارط عن دعم المؤسسات الاستشفائية ب16 ألف سرير اضافي قصد توسيع وتحسين التكفل بالمصابين. كما أعلن المدير العام لمعهد باستور البروفيسور فوزي درار من جانبه عن اقتناء الأسبوع الجاري لمعدات اجراء تحاليل "بي.سي.ار" بقدرة تتراوح بين 1500 و2000 تحليل يوميا مما سيساعد المخابر والمستشفيات على الاستجابة لعدد المصابين والحصول على نتائج التحاليل في حينها. ومن جهتها، أعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس عن تسجيل 670 إصابة جديدة بفيروس كورونا، خلال ال24 ساعة الأخيرة كأكبر قفزة لعدد الإصابات منذ بداية تفشي الفيروس في الجزائر. وأفاد الناطق الرسمي للجنة، الدكتور جمال فورار، أمس عن ارتفاع العدد الإجمالي للحالات المؤكدة المسجلة في البلاد منذ شهر فيفري الماضي إلى 62051 حالة.