البلاد.نت/رياض.خ- تسبب الإرتفاع الأخير في المؤشرات الوبائية لفيروس كورونا، الذي تسجله لجنة الرصد الوبائي في الجزائر، مستويات القلق حول أسباب هذا الصعود في عدد الإصابات ومعدل الإماتة بعد شهور من التفاؤل بانحسار الفيروس التاجي، إذ يشكل المنحى الوبائي الجديد، تحديا جديدا أمام الأطر الطبية، خاصة مع انتشار السلالات المتحورة الجديدة، التي بدأ يظهر أثر تواجدها مع ارتفاع الحالات الإيجابية المسجلة مؤخرا، وتسجيل تزايد الحالات الحرجة والخطيرة بأقسام الإنعاش، التي أضحى طبعها الجديد اشتمالها على نسب من الشباب دون سن الخمسين سنة. أمام هذا الوضع الوبائي القلق، رفعت لجان رصد وباء كورونا في عدة ولايات، تقارير دقيقة إلى ولاة الجمهورية حول الحالة الوبائية الجديدة، عزت مضامينها هذا الصعود في عدد الإصابات ومعدل الوفيات، إلى الاعتقاد الخاطئ لعامة المواطنين بانحسار الفيروس. وبحسب مصادر مؤكدة، فإن عدة مديريات الصحة، رفعت تقارير بشكل" اضطراري" إلى الولاة، تطلعهم على التطورات الوضعية الوبائية بخصوص ارتفاع الحالات الحرجة التي تخضع للعلاج على أسرة الإنعاش، مشيرة إلى أن اللافت هو وصول فئات عمرية متوسطة إلى مصلحة الإنعاش، وذلك خلافاً للمرحلة السابقة التي كانت تقتصر على كبار السن. في هذا السياق، دقت مديرية الصحة لعاصمة الغرب الجزائريوهران، ناقوس الخطر حيال ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس التاجي كوفيد 19، و تصاعد حالات الوفيات في المدة الأخيرة، ورفعت ذات المصالح الصحية، تقريراً إلى والي وهران مسعود جاري للفت انتباهه بخصوص الحالة الوبائية الجديدة، مبدية مخاوفها من تفاقم الوضع عقب تسجيل ارتفاع مؤشر الإصابات الذي لامس في الأيام الثلاثة الأخيرة، معدل 15 إلى 27 إصابة مست أشخاصا تتراوح أعمارهم بين 41 و65 عاما. على هذا النحو، قال الدكتور يوسف بخاري في اتصال مع "البلاد. نت"، إن الوضع الصحي بوهران، يتسم بالقلق ويدعو إلى إعادة فتح مصالح كوفيد 19 بمختلف المؤسسات الاستشفائية التي أغلقت في عدد من ولايات الوطن في منتصف شهر فبراير بقرارات صادرة من مديريات الصحة، بعد تسجيل إنخفاض محسوس في عدد الإصابات بالفيروس. وقررت مديرية الصحة لولاية وهران، فتح هذه المصالح بشكل حتمي أمام الصعود المخيف في عدد الإصابات والوفيات، لافتا إلى أن عودة فتح ذات المصالح، أملاه الوضع الوبائي الجديد وجاء القرار خطوة استباقية لتفادي توسع رقعة العدوى و عودة الوضع الوبائي إلى المريع الأول، محذراً من ارتفاع حالات الإصابة الخطيرة ب"كورونا" التي تستلزم أسرة الإنعاش في الفترة الأخيرة، إذ وصلت عدد الحالات الخطيرة التي تستلزم الإنعاش إلى 7 في 24 ساعة. وأفاد منسق لجنة رصد الوباء، بأن السلطات مدعوة اليوم للتصدي لكل ما يرمز إلى عدم إحترام الإجراءات الوقائية، مضيفاً " تابعنا جميعا كيف خضعت الأطر الطبية العاملة في الصفوف الأمامية لتدابير الحجر الصحي الاحترازي بعيدا عن أهلها وذويها لمدة تزيد عن 9 أشهر، كما واكبنا جميعا تعرض العديد من مهنيي الصحة للإصابة بالفيروس. وأكد الدكتور بخاري، بأن الوضع الوبائي الجديد، صار مقلقا، بسبب تراخي المواطنين في التقيد بالإجراءات الوقائية، مشيرا إلى أن المديرية أبلغت الوالي في تقريرها بأن الأمور أخذت في التفاقم ما يستدعي إصدار تعليمات صارمة لتطبيق التدابير الوقائية ميدانياً، في أعقاب تسجيل تهاون واستهتار كبيرين في وسائل النقل مثل الحافلات وعربات الترام وبالأسواق والمحلات التجارية وغيرها من الأماكن العمومية التي باتت مصدرا حقيقيا للعدوى، حاثا الجميع بالعودة إلى الاستعمال الدائم للكمامة ووسائل التعقيم وتجنب التجمعات والمخالطة في الأماكن العامة واحترام التباعد الجسدي وتقييدات حالة الحجر الصحي.