البلاد.نت- رصد أطباء أخصائيون أن الوضع الوبائي اليومي في الجزائر، يسير نحو الانحسار في أكثر من 32 ولاية تقريبا قلت حصيلتها لما دون 15 إصابة , خلال الأيام القليلة الماضية، بدليل أن المصاب الواحد بالفيروس التاجي كورونا كان ينقل العدوى ل 16 شخصا خلال الفترة الأولى من ظهور الجائحة وأن التدابير المتخذة أسهمت بخفض معدل انتشار عدوى الفيروس لنحو 5 إلى 6 أشخاص. وأوضح البروفيسور صالح للو رئيس مصلحة كوفيد بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب بوهران , أن الوضع الوبائي يعرف استقرارا غير معهود منذ بروز الفيروس المستجد، إذ قلت الضغوط سواء كان ذلك في المستشفيات أو عدد المرضى الذين يتم إدخالهم في مصلحة العناية المركزة . مشيرا إلى أن تحسن الحالة الوبائية برزت أيضا في انخفاض الطلب على اختبارات الفحص، مؤكدا ان وهران التي كانت تشكل بؤرة وبائية حقيقية صارت تحصي بين 15 إلى 22 حالة من أصل أقل من 300 حالة في اليوم الواحد على مستوى الهياكل الصحية عبر القطر الوطني. لافتا إلى أن الوضع المستقر الذي تعرفه المصالح المختصة في المستشفى الجامعي بوهران، يسمح للممارسين الطبيين بالتنفس , أمام قلة الحالات المسجلة وانخفاض طلبات استخدام أسرة العناية المركزة . وبشيء من التفصيل ذهب البروفيسور للو , إلى القول , إن الجزائر غادرت مؤشر انتشار فيروس كورونا R0 , أو ما يسمى "معدل التكاثر الذي " انخفض إلى 0 ;40 بالمائة على المستوى الوطني, وهو مؤشر ايجابي جدا , بفضل التدابير الاحترازية التي اتخذتها الدولة لكبح توالد الفيروس. وبحسب المتحدث، فان الهيئات الصحية العالمية المتخصصة بالأمراض المعدية والأوبئة مهتمة للغاية بهذا المؤشر الذي تقاس به السرعة الخاصة لوباء كورونا، موردا أن الجزائر تخطته بخلاف ما يقع في دول أخرى تعيش ذروة حقيقية ، بما في ذلك البلدان المجاورة مثل تونس والمغرب, بفعل استمرار مؤشر RO , الذي ينقل العدوى الفيروسية إلى مئات البشر . على صعيد متصل، أشار الدكتور إسماعيل راشد الأخصائي في التخدير والإنعاش بالمؤسسة الاستشفائية "تقزايت عبد القادر" بتيبازة , إلى أن الولاية , تشهد تسارعاً في انخفاض معدل الإصابات في الأسابيع القليلة الأخيرة. وأوضح المتحدث، أن تيبازة سجلت في شهر نوفمبر حدود 40 بالمائة من مجمل الحالات التي كانت تعلن عنها الجزائر في مجمل إصابات كورونا ، وتراجعت هذه النسبة خلال الأيام الأخيرة إلى 20 بالمائة ,وهو ما يسمح بعودة تطبيع الحياة . وكشف الدكتور راشد , أن المعطيات العامة والموقف الوبائي يؤكدان عدم وجود طفرات جديدة في الفيروس التاجي , الذي يبقى موجودا ولم يغير ضرباته ,مضيفا أن الجائحة باتت تؤشر بشكل محسوس على الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة أو "البدانة" الذين لم ينجوا من مضاعفات الإصابة بالفيروس بسبب معاناتهم من اضطرابات التنفس وعواقب التدخين. وبرأي الأخصائية في الطب الوقائي " خليدة آيت عبد القادر" في مستشفى فرانز فانون بالبليدة , فان حملة التلقيح التي تبدأها الجزائر في الأيام القادمة ضد "كوفيد 19" , من شأنها أن تعيد الحياة إلى طبيعتها في رمضان المقبل شريطة التقيد بتشديدات منظمة الصحة العالمية التي توصي بضرورة الإبقاء على الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا على الرغم من إطلاق عملية التلقيح وضرورة التريث قبل رفع هذه الإجراءات. في هذا الإطار، قالت المتحدثة ، إن الجزائر ستلقح عمليا 80 بالمائة من المواطنين فوق 18 سنة، ضد الجائحة الوبائية , بمعدل لقاحين لكل مواطن. مؤكدة أن ضمن تصريح ل" البلاد.نت"، أن "الوصول إلى رمضان دون مخاطر وبائية , قرار مرهون أولا بسرعة وتجاوب المواطنين مع حملة التلقيح، مع احترام المواعيد المسطرة بشكل دقيق، وثالثا بفاعلية اللقاح وعدم وجود ما يعترض ذلك خلال الحملة الوطنية للتلقيح". وشددت الأخصائية آيت عبد القادر، على أهمية إعطاء فاصل زمني من 3 إلى أربعة أسابيع بعد الجرعة الثانية، لتطوير المناعة سواء الذاتية أو الجماعية، "وهي كلها أمور تتطلب جهدا جهيدا من الجزائريين ، علاوة على التجنيد المحكم والالتزام التام بالتعليمات الرسمية". وأشارت الفاعلة في مصلحة كوفيد , إلى أنه إذا انطلقت الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد الأسبوع الرابع من شهر جانفي الجاري "يمكن الوصول بفضل تضافر جهود الأطر الصحية إلى ضمان استمرارية استقرار الوضع الوبائي والتكفل العلاجي بالمصابين، و ضمان سرعة وانسيابية عملية التلقيح". وختمت المتحدثة "إذا انطلقت العملية ومرت في جميع مراحلها دون منغصات وكبوات يمكن للجزائريين الصوم بعض أيام شهر رمضان الذي سيهل منتصف شهر أبريل دون قيود أو على الأقل تخفيف كبير في قيود حالة الحجر الصحي . إلى ذلك , سمح تراجع المنحى الوبائي ونزول عدد الإصابات وانخفاض نسبة الإماتة , بتراجع الجزائر في التحديث الدولي لإحصائيات كورونا وذلك من الخانة 76إلى الرتبة 79 برصد 103,611 إصابة و 2,831 وفاة و 70,37 حالة تعافي بواقع ثلاث وفيات جديدة.