المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط (الكبير) جورج ميتشل أو حتى مشعل اعتبر الجزائر لاعبا محوريا في العملية السلمية، وأشاد أيضا بالدعم الذي تقدمه من أجل تحقيق السلم في المنطقة! وقبل المبعوث الأمريكي، كانت الراحلة غولدا رايس قد اعتبرت الرايس خلال زيارة لها من أكبر حكماء العالم الثالث، وليس غريبا أن نسمع الكلام نفسه إذا ما صدر عن خليفتها هيلاري إن هي لبت بالفعل دعوة المدلسي، وإن كانت الولاياتالمتحدة طرحت نقاط استفهام حول حقيقة أرقام زرهوني الانتخابية الأخيرة. ميتشل لم يحدد مكان اللاعب الدولي (الجزائري) في الدفاع أو في الهجوم أو في مسك (العصا) من الوسط أو حتى في الاحتياط، ولم يحدد ما نوع الدعم الذي يقدمه اللاعب المذكور.. إذا ما استثنينا مساندة القرارات الدولية التي تصدرها جمعية الأمم (غير المتحدة) ولا تطبق إلا على العرب، أو حتى محاولات التطبيع الذكي في الإطار المتوسطي. وعندما يعود المبعوث الأمريكي إلى المنطقة العربية زائرا إسرائيل التي حصرتها الإدارة الأمريكية فيما يسمى بالشرق الأوسط الكبير أو الجديد، وهو يعلم أن حلم بوش في تحقيق الدولتين تحول إلى كابوس حين ألغى المتطرف الإسرائيلي حلم الدولة الفلسطينية، وطلب نقل صفة هؤلاء من دولة إسرائيل (ليس من البحر إلى النهر بعد) إلى دولة يهودية، فإن ذلك يهدف إلى تخفيف هزات الردة التي يمكن أن تقفز عند بعض العرب من أجل الاحتياط لها وتطويقها داخليا على أساس وعد متجدد عنوانه يد أمريكا في يد العرب إلى أن يسقطوا في غياهب الجب! إعلان دولة إسرائيل كدولة لليهود معناه تصفية فلسطين الخط الأخضر الذين يشكلون تهديدا ديموغرافيا لإسرائيل فبإمكانهم ديمقراطيا، وليس على الطريقة العالم ثالثية الاستيلاء على السلطة في تل أبيب بواسطة الصندوق خلال الخمس سنوات القادمة! والاعتراف بدولة لليهود سيكون حجة للمطالبة بدولة تقابلها أي دولة إسلامية، مما سيؤدي إلى صدام حقيقي بين أنظمة متهالكة وثبت فشلها في التنمية باسم الاشتراكية والقومية والخوصصة واقتصاد السوق، ومعارضة تتحين الفرص لتقويضها والخروج ضدها بعدما جربت في بعض الدول وفشلت! ومادام أن ميتشل جاء كما يبدو ليشعل النار أو يعلن عن بدء إشعالها، أو ليقول حتى هو أنه من دولة.. الله غالب.. كما هو عندنا، فليس غريبا أن يبادر كل من يلتقيه بعبارات الإطراء والثناء والغواني والقبيحات أيضا يغرهنّ الثناء!