احتلت الجزائر المرتبة الثانية بين دول العالم المستوردة للأسلحة الروسية في عام 2008، بفاتورة استيراد بلغت1.631 مليار دولار، حسبما أوردته أمس وكالة نوفوستي الروسية، التي أشارت إلى أن موسكو تهتم في الوقت الحالي، بتقديم خدمات ما بعد البيع إلى مستوردي أسلحتها. وجاءت الجزائر متقدمة على الصين وسوريا اللتين حلتا في المرتبتين الثالثة والرابعة ب 753,1 مليار دولار و850 مليون دولار على التوالي. فيما آلت المرتبة الأولى إلى الهند التي اقتنت ما قيمته 1.5 مليار دولار من الأسلحة الروسية. ووقعت شركة ''روس أبوبورون إكسبورت'' سنة 2009 مع الجزائر، بمناسبة زيارة الرئيس الأسبق فلاديمير بوتين، عددا من العقود تقدر قيمتها بأزيد من سبعة ملايير دولار، تتسلم الجزائر بموجبها 36 طائرة مقاتلة ميغ 29، و28 مقاتلة من نوع سوخوي 30، و16 طائرة تدريب ياك 130 ، و185 دبابة تي 90 أس، إلى جانب أسلحة ومعدات عسكرية متنوعة. كما وقع الجانبان عقودا، بخصوص تطوير وتصليح الأسلحة والمعدات الحربية الجزائرية، التي صنعت في فترة الاتحاد السوفياتي السابق. غير أنه سرعان ما نشبت أزمة بين الطرفين، بعد قرار الجزائر تجميد صفقة التزود بطائرات ميغ 29، بعد استلام الدفعة الأولى منها، حيث اتضح بعد فحص عدادات هذه الطائرات أنها مستعملة، خلافا للعقد الذي ينص على تسليم طائرات جديدةئ.ولم تؤثر هذه القضية على العقد الموقع بين الطرفين، حيث التزمت موسكو بتوريد الأسلحة التي طلبتها الجزائر، كما عرضت عليها تبديل الطائرات محل الخلاف، بطائرات أكثر تطورا، من نوع ميغ 92 أم 2، أو ميغ 35، الأغلى ثمنا من الميغ 92. ويعتمد الجيش الجزائري بشكل شبه كامل على المعدات السوفياتية في تسليحه، غير أنه اتجه خلال السنوات الأخيرة إلى تنويع مصادر تسلحه، من خلال إبرام صفقات تسلح مع دول أوروبية على الخصوص. وعلى هذا الصعيد، أمضت الجزائر اتفاقية مع فرنسا في شهر أفريل من العام الماضي لتزويدها بأربع فرقاطات من نوع ''فريم''، حسبما أوردته تقارير إعلامية. وتعد هذه الفرقاطة الأوروبية، من أحدث الفرقاطات العالمية، ويتم تصنيعها في أحواض فرنسا وإيطاليا. وإضافة إلى كونها شبحية، فإنها مجهزة بأنظمة سلاح حديثة للقتال الجويئوالسطحي. كما تمتلك ميزة جمع قدرات المروحية التي تستطيع حملها، وأنظمة الدفاع الجوي التي زودت بها. وتعد ال ''الفريم'' محل اهتمام عدة دول بالمنطقة، من بينها المغرب الذي قدم طلبية للحصول على قطعة بحرية من هذا النوع، ضمن مسار تعزيز قوته البحرية، الذي قام في إطاره ببناء قاعدة بحرية قرب مدينة طنجة المطلة على البحر المتوسط العام الماضي. كما اقتنى عددا من الزوارق الحربية المتطورة من إسرائيل. وكانت آخر حلقة في مساعي الرباط للتسلح، شروعها الأسبوع الجاري في استلام 24 طائرة ''أف 16''، بقيمة 4,2مليار دولار.