قال إن الجزائر تعيش فراغا سياسيا وإن الأحزاب فقدت مصداقيتها قال الرئيس السابق لحركة الإصلاح الوطني، عبد الله جاب الله، إن حزبه الجديد الذي أعلن عن تأسيسه مطلع الشهر الجاري سيكون أقوى الأحزاب السياسية في الجزائر، وأشار إلى اعتقاده بأن جبهة العدالة والتنمية ستكون ”البديل الحقيقي والقوي الذي ينتظره الشعب، وسوف يحتضن الشعب هذا البديل ويلتف حوله ويضع ثقته فيه، إيمانا منه بأن هذا المشروع سيكون أداته الجادة والصادقة في قيادة نضالاته من أجل إحداث التغيير الشامل والعميق”· مؤسس حركتي ”النهضة” و”الإصلاح” أكد في حديثه لجريدة ”الشرق الأوسط” أن إعلان تشكيلته السياسية الجديدة جاءت في لحظة تاريخية مهمة، إذ تشهد الجزائر يضيف عبد الله جاب الله فراغا سياسيا كبيرا وجميع القوى السياسية الموجودة فقدت مصداقيتها لدى الشعب، وعجزت عن تقديم أي بديل، بل عجزت عن التكفل بأي انشغال من انشغالات المواطنين، وأهم هذه الفصائل جزء من النظام الحالي، ودأبت خلال السنوات الماضية على تبييض ممارسات النظام ومساعدته على تنفيذ سياساته، ولذلك فهي جزء من النظام وقد لحقها من التشوه ما لحق النظام· وفي رده عن سبب إكثاره من تأسيس الأحزاب بعد تجربتي ”النهضة” و”الإصلاح” قال جاب الله ”أنا مناضل من أجل الإسلام أولا والجزائر ثانيا والشعب الجزائري ثالثا· وأنا لا أبتغي بنضالي مصلحة شخصية، وإنما أبتغي ثوابا من الله، وأدخر جهدي ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، ومن كان هذا حاله فهو دائم السير نحو تحقيق هدفه، فإذا تيسر له السير بطائرة سار، وإذا تيسر له السير بقطار سار، وإذا بسيارة سار”· وفي الموضوع نفسه، قال المرشح الأسبق للرئاسيات، ”إنه قد تم تجريب كل الوسائل لإدخالنا الصف ولما فشلت في مسعاها (أي السلطة) عملت على تكسير حزبنا، فكانت في كل مرة تأخذ منا العنوان وتسلمه لمن يرضى بالسير معها، فلا تأخذ في المحصلة النهائية إلا العنوان ومجموعة صغيرة من الأفراد· أما الجمهور الواسع من إطارات الحزب ومناضليه فهم ثابتون مع قيادتهم ومستمرون في النضال” يشدد جاب الله· وفي موضوع آخر متعلق بالإصلحات الساسية التي أعلن الرئيس بوتفليقة القيام بها قال جاب الله إنه سبق أن دعا لعقد مؤتمر وطني لكل أصحاب التأثير في الشأن العام من رؤساء أحزاب وجمعيات وإعلاميين ورجال الفكر، للتحاور حول الإصلاحات الشاملة والعميقة التي تحتاج إليها الجزائر، لكن الرئيس فضل طريقة أخرى وهي مجرد استشارة يسمع فيها الآراء، وبعد ذلك يقرر ما يشاء، ونحن سنحدد موقفنا بشأن التعديل الدستوري بعد الاطلاع على مضمونه، وأملنا أن يكون التعديل عميقا ومهما ونافعا· كما تحدث رئيس جبهة العدالة والتنمية غير المعتمد، عن الشأن العربي خاصا بالذكر الوضع بسوريا الذي وصفه ببالغ السوء، إذ لا يمكن أن يتوقع إنسان عاقل تحول آلة النظام الكبرى، وهي الجيش وأجهزة الأمن، التي وجدت في الأصل لحماية المواطنين وحماية البلد والدفاع عن شرفهم وشرف البلد، إلى آلة تدمير تقتل أبناء البلد، وتزرع الرعب، وتفتح أبواب الموت عليهم، وهذا دليل كاف يؤكد انفصال هذا النظام عن شعبه وعدم أحقيته في حكم شعبه، وكأن لسان حاله يقول: إما أن أحكمكم بالقوة وإما أن أقتلكم” حسب تعبير جاب الله·