انتحاري انتحل صفة نقيب في الجيش والآخر تظاهر بتعطل دراجته النارية هتزت مساء أول أمس، مدينة شرشال الساحلية على وقع تفجيرين انتحاريين استهدفا نادي الضباط التابع للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة، وخلفا، حسب حصيلة رسمية عن وزارة الدفاع، وفاة 18 ضابطا ومدنيين اثنين بالإضافة إلى جرح 20 آخرين بينهم ثلاثة في حالة خطيرة· وروى شهود ل”البلاد” عايشوا مخلفات العملية الإرهابية، أنهم سمعوا بعد أذان المغرب ب 10 دقائق أي في حدود الساعة السابعة و40 دقيقة، انفجارا بالقرب من مبنى الأكاديمية، ليتبعه انفجار ثان قوي بلحظات فقط· وأضاف الشهود أنهم ظنوا في بادئ الأمر أنه يتعلق بانفجار قنبلتين غير أنه بعد تنقلهم إلى عين المكان اكتشفوا أن التفجير الإرهابي يتعلق بعمليتين انتحاريتين، استهدفتا نادي الضباط المعروف باسم ”الماس”، المتواجد خارج أسوار الأكاديمية العسكرية بحوالي 400 متر، حيث يخصص هذا النادي لتناول وجبات للضباط السامين، كما أن الحراسة غير مشددة أمام مدخل النادي كونه متواجدا في المربع الأمني الخاص بحماية الأكاديمية، كما أن النادي متواجد في طريق يسلكه عامة المواطنين، ومجاور في نفس الوقت لأحد الأحياء الشعبية بشرشال· وأكد الشهود نقلا عن ضباط عسكريين كانوا متواجدين داخل النادي خلال الانفجار، أن الانتحاري الأول تمكن من الدخول إلى النادي متنكرا في زي عسكري برتبة نقيب، حيث اتجه مباشرة إلى المطعم وبعد أذان المغرب ب 10 دقائق قام بتفجير نفسه وسط مجموعة من الضباط بمختلف الرتب، وأضافت المصادر نفسها أن الانفجار الأول لم يخلف عددا كبيرا من الضحايا، وبعد حالة الارتباك والفوضى خرج عدد كبير من العساكر من مقر الأكاديمية بالإضافة إلى سكان المنطقة لمعرفة سبب الانفجار، ليتفاجأوا بانتحاري ثان كان يقود دراجة نارية مفجرا نفسه عند مدخل نادي الضباط، الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح العشرات بينهم مدنيون نتيجة قوة الانفجار، وذكرت مصادر ”البلاد” أن الانتحاري الثاني الذي فجر نفسه لحظات بعد الانتحاري الأول، تظاهر قبل أذان الإفطار أمام نادي الضباط، بتعطل دراجته النارية التي كانت محملة بالمتفجرات، ثم قام مترجلا على قدميه بجرها نحو مدخل النادي، منتظرا لحظة تجمع أفراد الجيش بعد تفجير الإرهابي الأول لنفسه داخل مطعم ”الماس”· وتبين من العملية أن المجموعة الإرهابية المسؤولة عن التفجيرين الانتحارين قد خططت بإحكام للعملية بعد ترصد حركة الحراس خلال أذان المغرب، خاصة أن نادي الضباط لا توجد به حراسة مشددة كونه متواجدا في طريق عام وبالقرب من حي سكني بالإضافة إلى أنه متواجد خارج أسوار الأكاديمية، ويكون التنظيم الإرهابي باستهداف الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال قد ارتكب أول عملية انتحارية بغرب العاصمة، منذ أن أعلن التنظيم الإرهابي المسمى ”الجماعة السلفية للدعوة والقتال” وغير اسمه إلى ”تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي”، انتهاجه أسلوب العمليات الانتحارية وكانت أول عملية انتحارية قام بها التنظيم الإرهابي استهدافه مقر رئاسة الحكومة يوم 11 أفريل ,2007 لتتركز بعدها العمليات الانتحارية بالعاصمة وشرقها وخاصة في منطقة القبائل التي تعد معقل التنظيم الإرهابي، ويكون سبب اختياره المنطقة الغربية لتنفيذ عملياته الإرهابية، راجع إلى تضييق الخناق عليه في منطقة الشرق، خاصة أن العملتين الانتحاريتين الأخيرتين في كل من برج منايل وتيزي وزو فشلتا بسبب إجهاضهما من قبل عناصر الأمن وعدم سقوط ضحايا بعدد كبير كما كان مرجوا منهما، ما جعل الإرهابيين يختارون شرشال كونها مدينة هادئة ولا تشهد إجراءات أمنية كبيرة، خاصة أن الأكاديمية العسكرية بشرشال لم تستهدف حتى في سنوات الجمر·