تسبب الهجومان الإنتحاريان اللذان استهدفا مقر القطاع العسكري بالبويرة وحافلة خاصة بنقل عمال شركة "لافال" الكندية صباح أمس، وسط مدينة البويرة في سقوط 12 قتيلا كلهم من المدنيين العاملين بشركة "لافال" الكندية، وإصابة 44 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة نقل بعضهم إلى مستشفيات تيزي وزو ومصطفى باشا والمستشفى العسكري بعين النعجة نظرا لخطورة إصاباتهم منهم عسكريون عاملون بالقطاع العسكري بالبويرة. * وأفاد شهود عيان أن التفجير الانتحاري الأول وقع في حدود الساعة السادسة صباحا وخمس دقائق استهدف الحافلة التي كانت تقل العمال التابعين لشركة "لافال الكندية" بعد أن اصطدمت بها سيارة من نوع "كليو" كانت معبأة بالمتفجرات، محدثة انفجارا قويا سمع على بعد كيلومترات من مكان التفجير بمحاذاة فندق "السوفي" الواقع بوسط مدينة البويرة. * وحسب أحد الناجين الذي روى لنا اللحظات التي عاشها قبل، أثناء وبعد الانفجار، فإن كل شيء كان يسير على ما يرام، باعتبار أنهم عمال بسطاء واعتادوا امتطاء نفس الحافلة للالتحاق بمناصب عملهم، ولم يكونوا يظنون يوما أنهم مستهدفون، وفي الوقت الذي هم فيه بالركوب سمع دوي اصطدام ليتبعه انفجار أفقده الوعي ولم يفق إلا وهو في المستشفى، بعض الناجين الذين تمكنّا من الاتصال بهم فور وقوع الحادث أجمعوا على أن الاصطدام وقع بمؤخرة الحافلة بدليل أن أغلب الوفيات تم تسجيلها من بين الراكبين الذين كانوا يشغلون المقاعد المتواجدة بمؤخرة الحافلة، ما يؤكد روايات مواطنين آخرين قالوا إن السيارة كانت قادمة في نفس الاتجاه الذي كان يقودها انتحاري لم يتم العثور على أشلائه، وفي الوقت الذي كان جميع المواطنين، الذين كانوا متواجدين بمكان الانفجار، منشغلين بالعملية، وإذا بهم يسمعون انفجارا آخر غير بعيد، بعد أقل من خمس دقائق، حيث كان مقر القطاع العسكري المتواجد بوسط المدينة على موعد مع العملية الانتحارية الثانية. * وحسب روايات بعض المواطنين، فإنه يفترض أن تكون السيارة من نوع "كونغو" كان يقودها الانتحاري الذي توجه مباشرة إلى مقر القطاع العسكري، ما تسبب في إحداث أضرار بليغة في مبنى القطاع والمباني السكنية المجاورة، خاصة الحي المجاور الذي سجلت فيه عديد من الإصابات، من بينها أطفال لم يتجاوزوا السنتين بفعل تطاير الشظايا بفعل الانفجار الهائل الذي قال عنه السكان القاطنون هناك بأنه كان هائلا، الأمر الذي تسبب في حدوث صدمة كبيرة لديهم، خاصة وأنه جاء في وقت مبكر. * وحسب الحصيلة الرسمية، فإن هذا الانفجار لم يخلف ضحايا عدا إصابات بعض الجنود بإصابات مختلفة نقل منهم أربعة على جناح السرعة إلى مستشفيي تيزي وزو وعين النعجة. * هذا وقد هرعت جميع المصالح المعنية إلى مكان وقوع التفجيرين من مصالح الحماية المدنية التي وصلت في ظرف قياسي إلى مختلف أسلاك الأمن، بالاضافة إلى المواطنين الذين لعبوا دورا كبيرا في تقديم الإسعافات الأولية ونقل بعض المصابين إلى مستشفى محمد بوضياف بالبويرة الذي جند مسؤولوه كل العاملين الذين تم استنفارهم مع تسخير كل الإمكانات المادية، خاصة سيارات الإسعاف التي كان سائقوها على أهبة الاستعداد من أجل نقل المصابين إلى مستشفيات أخرى.