بعد مرور 3 عقود على قمع الحريات فى تونس، خاصة حرية اللباس، والتضييق على التونسيات المحجبات، انتشر الحجاب الإسلامى بشكل كبير، بعد أن أنهت الثورة التونسية حظر الحجاب الذى كان يفرضه نظام الرئيس المخلوع، زين العابدين بن على، حيث كان يشن هجوماً شديداً على الحجاب ويصفه ب«الزى الطائفى». وتعرضت المحجبات فى عهد النظام التونسى البائد، لحملات أمنية تجبر الطالبات على خلع الحجاب، ومنعهن من دخول المؤسسات التعليمية، ووصل به الحد إلى حرمانهن من حق الإقامة فى المساكن الجامعية التابعة للدولة، ومن اجتياز الامتحانات. وسمحت وزارة الداخلية باعتماد صور النساء المحجبات فى بطاقة الهوية الوطنية، مما سمح لعدد كبير من التونسيات بارتدائه، بينما فضل عدد أقل منهن وضع النقاب، كما ظهرت لأول مرة متحجبات على التليفزيون. وبالرغم من انتشاره، إلا أنه أثار قلقاً فى نفوس فئة من التونسيين، خاصة فى أوساط العلمانيين، ويرى بعضهم، ومنهم الباحثة التونسية، رجاء بنسلامة، أن انتشار الحجاب «قد يهدد الحق فى عدم التحجب». من جهته، تعهد زعيم حزب حركة النهضة الإسلامية فى تونس، راشد الغنوشى، بدعم قيم الحداثة وتعزيز حرية المرأة وإقامة علاقات جيدة مع الغرب قبل 3 أسابيع من انتخابات المجلس الوطنى التأسيسى، التى يعتقد أن الحركة ستفوز فيها. واعتبر «الغنوشى» أن النموذج التركى هو أقرب نموذج لحركة النهضة، مشيرا إلى أن كتبه كانت من أبرز المراجع التى اعتمدها الحزب التركى فى تأسيس أدبياته النظرية. واللافت فى تصريحات الغنوشى، تأكيده أن حزبه لن يغلق فنادق وأماكن بيع الخمور، بل سيسعى لخلق مناطق ترفيه للطبقات المتدينة تحترم القيم الإسلامية، ضارباً مثالاً بالتجربة التركية