الرئيس الأمريكي حسين باراك أوباما حصل مؤخرا على تقرير شاهد من أهلها، أي من اللجنة العربية لحقوق الإنسان قبل أن يحصل الزعماء العرب على نسخة منه (طبق الأصل)! وهو تقرير أسود، يشير في مجمله إلى أن حكامنا صاروا يصدرون القمع بعد تصدير الإرهاب... وكلاهما تهمة تفوق تهريب البليون (دولار) والآفيون وجزاؤها قطع الرقاب، وهذا بعد أن أينعت، وحان وقت قطافها مع عمنا الحسين الحجاج الجديد في أمريكا! وعندما تفضل اللجنة العربية لحقوق الإنسان أن يكون الحسيني الماريكاني هو أول من يتسلم تقريرها، ينشر في عاصمته، فإن ذلك يطرح فرضيتين على الأقل: الفرضية الأولى: إن الأنظمة العربية معها ملحقاتها مع جزء من قوم تبع غير مستعدة للإصغاء تماما لأي تقرير يصدر خارج الإطار الرسمي الذي تحدده هي. والدليل على هذا أن أربعة بلدان عربية من بينها الجزائر ومصر صوتت لصالح نزع الصفة الاستشارية للجنة مع اسرائيل مكرا في قرارتها التي نشرت حول فنون التعذيب في بلاد العرب! ومشكلتهم أنهم يسوّون بين ما يصدر عن المنظمات الحقوقية العربية والأجنبية، فهي في نظرهم كلها مغرضة ومتواطئة ولا تحب الخير لنا! الفرضية الثاني: إن ثمة قناعة لدى الشعوب العربية بأن الإدارة الأمريكيةالجديدة التي تستند لدعم جماهيري داخل الامبراطورية مستعدة لكي تؤدب الأنظمة من دول محور الشر والمارقة... وغير المارقة حسب التصنيف البوشي. وفي هذا لا تنقصها الأدلة والحجج، فلا يعقل أن تغلق مثلا معتقل غوانتانامو الصغير لتسمح بجعل الوطن العربي معتقلا كبيرا تكبل فيه الإرادة الشعبية كما رأينا نحن وقت الحرب على غزة! وحين يتحامل مبعوث أوباما لأفغانستان على رئيسها مثلا حامد كرزاي ويعتبره غير محبوب بين قومه، ويتولى رئاسة إدارة غارقة في الفساد، فإن هذا يمثل إنذارا له لكي يقيم العدل أو يقوم بالعصا على الأرجح وهو انقلاب في نفس الوقت، لأن حامد في النهاية مثل المالكي واياد علاوي في العراق رجل أمريكا وحكم من على ظهر دبابتها! وقد يطبق أخطر من هذا لاحقا على صاحبنا بشير السودان وفق آخر التقارير، باعتباره مطلوب للعدالة الدولية بتهمة إبادة شعب في دارفور. وليس هناك ما يشير إلى كون الغرب سيتنازل عن مطلبه، ولو أعطاهم بترولها وماءها بعد كل الذي قدموه من تنازلات! ومادام أن إعدام صدام شكل أرقا للحكام لا يفارقهم حتى في المنام وهم يحصون كم وزعوا من أغنام (على حاشيتهم) وسبوا من غلمان وحسان، فإن تحريك دعوى ضد البشير أو التخلي عن كرزاي من شأنه أن يعجل بجعلالزعيم (العربي) يستقيم رغم أنفه باستخدام كل الأساليب من سياسة العصا والحزرة (بواسطة تخفيض البترول مصدر قوتهم مثلا) إلى سياسة لا تتكلم معه إلا والعصا معك