مع أن المناضلين ”بلاعنوان” ممن يدافعون عن قضايا انقرض آخرهم منذ السبعينيات، وحل محلهم الإنبطاحيون ”والخبزيست”، فإن العزيز الثالث في الدولة صاحب حزب الأفلان بلخادم أعاد التذكير بأن هذا الجنس لم ينقرض كما حدث مع الديناصورات وأن مستقبله زاهر! وهذا ما جاء خلال رده على المغرضين ممن اتهموه بأنه حرض نجله على طريقة القذافي مع ”سيفه” للزحف ضد معارضيه! فلذة كبد بلخادم على ما تقول الرواية هاجم التقويميين ”من تقويم” وهم قوم انقلبوا على الرجل في الأشهر الأخيرة بعد أن تقاسموا معه الملح والماء، وكانوا في ذلك إخوانا متكاتفين ومتراصين صفا واحدا· وهذا حين دعاهم أمينهم العام الأسبق عبد الحميد مهري إلى العمل على جعل الأفلان حزبا مستقلا برأيه· وهذا الهجوم (غير المسلح) اعتبره بلخادم الزعيم بأنه نوع من النضال، تماما مثلما يحدث في معظم الأحزاب الصغيرة والكبيرة على السواء بعد أن يشحذ كل مناضل مزيف سكينه لقتال غريمه أملا في منصب يحين من ورائه مكسبا يحيا به دهرا قبل أن يورثه لأبنائه على شاكلة محاولات الحكام العرب توريث الحكم لأولادهم، لولا حدوث ثورة تونس التي أفسدت العرس بعد أن أفلت الأسد (الصغير) في الضيعة السورية بكرامته! وعندما تقدم الجمعيات السياسية كما كانت تسمى في أول دستور للبلاد قبل أن يصبح لكل رئيس دستور وهو به مستور وساتر دروسا في النضال الانتهازي وفي كل مرة ينجح المناضلون المزيفون ويموت فيها آخر المؤمنين بأن النضال حامل لقضية سياسية أو فكرية تصبح تلك الأحزاب أشبه بمقاولات خاصة تحوي في صفوفها زبدة مناضلي الخبز أي خبزيست وسلاحهم التآمر وضرب الدبزة وهو موقع يؤهلها لكي تكون واجهة مثالية لنظام فاسد يحملها المسؤولية شبه الكاملة عن الفشل مقابل ممارسة عادة اللحس في العسل وفي كل الأحوال، فإنه نضال لايكلف صاحبه وإن دار عليه الزمان شيئا مادام أن صاحبه رابح واقفا أو قاعدا (مع القاعدين) لايبغون تغييرا ولاهم يحزنون!·