قال قائد ميداني في مدينة سرت الليبية أن المعتصم القذافي نجل العقيد معمر القذافي موجود بسرت، وأنه في حالة نفسيه صعبة جدا، ومصاب بهيستيريا، ومنهار نفسيا من جراء الموقف العسكري الذي أصاب كتائب العقيد. وأكد مصدر عسكري من ثوار 17 فبراير في تصريح له امس بهذا الصدد أن الثوار تمكنوا من أسر أحد قادة الكتائب بسرت، وأخبرهم بوجود المعتصم بالمدينة.. موضحا أن القذافي كان موجودا بالمدينة لدعم جنوده هناك من الكتائب، ولكنه تحرك باتجاه مدينة بني وليد، مستغلا التضاريس الصعبة للمدينة. وعلى جانب آخر تأكد استشهاد قائد كتيبة التحرير بمصراتة حسين أحمد التير بحي الدولار بمدينة سرت الليبية برصاص قناص كان متخفيا فوق أحد أسطح المباني هناك، وقال مصدر طبي ان 6 من الثوار بسرت قد قتلوا وأصيب 20 آخرون، ورغم وجود أسلحة ثقيلة في أيدي الثوار إلا أن وجود قناصة كثيرين ومحترفين يمنعونهم من التقدم. في هذا الوقت كشف د.محمود جبريل، رئيس المكتب التنفيذي التابع للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا عن مخطط القذافي للعودة إلى السلطة واستغلال الخلافات المحتدمة بين الثوار بعد إسقاط نظامه السياسي قبل نحو شهرين. وقال جبريل في حوار مع «الشرق الأوسط» أجرته معه في القاهرة، إن القذافي مازال في ليبيا ويسعى لاستغلال الخلافات السياسية بين الثوار في محاولة لإثبات وجوده والعودة مجددا إلى السلطة التي فقدها بعد اجتياح الثوار لمعقله الحصين في ثكنة باب العزيزية في طرابلس نهاية الشهر قبل الماضي. وتابع أن القذافي يعمل على عدة خيارات منها إشاعة عدم استقرار أي نظام جديد في ليبيا، أو أن يعلن دولة منفصلة في الجنوب يسمونها أي اسم.. «الطوارق»، «الجنوب»، «أفريقيا العظمى»، دولة إسلامية.. قائلا إن العقيد الهارب لديه عقدة الانتقام ولا يقبل الهزيمة، وإنه يمكن أن يقوم بأي شيء مستحيل لهدم أي نظام جديد في ليبيا. وتحدث جبريل عن عملية تحرير طرابلس، التي قال إنها تعرضت للتأجيل ثلاث مرات كان آخرها بطلب من الناتو قبلها بساعات فقط. ووصف الوضع الداخلي في ليبيا بأنه يوجد في حالة فراغ سياسي، محذرا من محاولة بعض القوى الأجنبية أن تملأ هذا الفارغ في ظل غياب القوى الوطنية. ميدانيا تجري معارك كثيفة بالمدفعية الثقيلة والصواريخ في سرت آخر معقل للموالين للعقيد معمر القذافي غداة سقوط مدينة بني وليد. وفي الوقت نفسه وصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى طرابلس في زيارة مفاجئة هي الاولى لوزير اميركي الى ليبيا منذ العام 2008 حين كانت واشنطن تريد اطلاق علاقات جديدة مع الزعيم السابق معمر القذافي. وعلى جبهة سرت على بعد 360 كلم شرق طرابلس، تكثفت حدة المعارك صباحا بهدف السيطرة على اثنين من الاحياء لايزالان في ايدي الموالين للقذافي لكي يمكن اعلان سقوط المدينة وبالتالي «التحرير الكامل» لليبيا. ويشارك مئات المقاتلين في المعارك الدائرة في حيي «الدولار» و«الرقم 2» اللذين يتحصن فيهما آخر الموالين للزعيم الليبي الفار. وقالت مراسلة وكالة «فرانس برس» ان الموالين للقذافي كانوا يردون بالاسلحة الرشاشة. وقال احد مقاتلي قوات المجلس الوطني «هناك الكثير من القناصة، انه امر خطير جدا». وقال مقاتل آخر على الجبهة الشرقية «لقد تقدمنا، ونحن نطوق حيي (دولار والرقم اثنين) من الشرق والغرب والجنوب». وقال رفيقه عبدالباسط هادية الذي جاء من مصراتة غرب سرت «قبل الآن كنا نواجه مشاكل تنسيق بين مصراتة وبنغازي لكن منذ ان اجتمع قادتنا منذ يومين فان المعارك افضل تنظيما».