قدم الادعاء الأمريكي صورة اعتبرها الدليل الدامغ بأن المتهم بالتجسس على المعارضين السوريين في الولاياتالمتحدة قابل الرئيس السوري بشار الأسد شخصيا، خلافا لما أعلنته السفارة السورية في واشنطن بعد إلقاء القبض الأسبوع الماضي على محمد سويد، حين سخرت مما قاله المحققون بأنه التقى الأسد شخصيا· ودعا ممثل الادعاء العام خلال جلسة استماع في المحكمة الفدرالية بمدينة الكسندريا، الواقعة في شمال ولاية فرجينيا، إلى سجن سويد، المعروف بلقب ”أليكس” بتهمة التخابر مع حكومة أجنبية والإدلاء ببيانات كاذبة· وقال المدعي العام دنيس فيتزباتريك إن سويد، الحاصل على الجنسية الأمريكية، بدأ يتعامل مع المخابرات السورية منذ مارس الماضي، وبعد 3 أشهر زار سوريا والتقى رئيسها على انفراد· وكان سويد يجند آخرين ويقوم بتسجيلات والتقاط صور فيديو للمتظاهرين ضد النظام السوري ثم يسلمها لعناصر بالمخابرات السورية· وزيارته إلى دمشق كانت على نفقة حكومتها، وحين عودته للولايات المتحدة خضع لتفتيش دقيق في المطار بأوائل جويلية الماضي· وأطرف ما حدث في الجلسة أن محاميه، واسمه هيثم فرج، طالب القضاء بالإفراج عنه إلى حين بدء المحاكمة، قائلا إن لسويد ”علاقات على مستوى عال في السفارة السورية بواشنطن، وإنه عضو باللجنة الأمريكية السورية” وزيارته في جوان الماضي كانت ضمن بعثة الكونغرس إلى دمشق برئاسة النائب الديمقراطي دنيس كوسينيتش· وسريعا تم الاتصال بكوسينيتش فأنكر معرفته بالمتهم، وقال ”لا أعرف من هو هذا الرجل· كائنا من يكون، يبدو أن لديه مشاكل جدية مع الحقيقة· وإذا كان يتجسس على مواطنين أمريكيين باسم الحكومة السورية فإن هذا سيكون له تداعيات فورية على نظام الأسد” وفق تعبيره· ووفقا للائحة الاتهام من وزارة العدل الأمريكية، وهي من 15 صفحة، فإن سويد البالغ من العمر 47 سنة، كان أرسل 20 تسجيلا صوتيا ومصورا بين أفريل وجوان الماضيين للمخابرات السورية·
من ناحية أخرى، قالت الهيئة العامة للثورة السورية وناشطون إن مليشيات موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد قتلت امس، تسعة مدنيين دفعة واحدة في حمص التي تتعرض منذ أيام لعملية عسكرية واسعة، في حين واجه الجيش مزيدا من الانشقاقات خاصة في ريف دمشق الذي يتعرض بدوره لحملة عسكرية كبيرة· وذكرت الهيئة العامة للثورة أن عناصر من مليشيات الشبيحة على متن سيارة نظافة تابعة للبلدية أطلقوا النار على شبان في حي النازحين بحمص مما أدى إلى مقتل ستة منهم فورا· وأضافت الهيئة، التي نشرت أسماء القتلى الستة، أن ثلاثة آخرين أصيبوا بجروح خطيرة وتوفوا بعد ذلك بقليل· وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر في وقت سابق اليوم أن مدنييْن قتلا برصاص الشبيحة في حي النازحين بحمص التي سقط فيها في الأيام القليلة الماضية عشرات القتلى في واحدة من أسوأ الحملات العسكرية بالمحافظة منذ بدء الاحتجاجات منتصف مارس الماضي·