خرج مئات الطلبة من البوابة الرئيسية لكلية الطب التابعة لجامعة تلمسان أمس، واقتحم المئات منهم الساحة الجانبية بوسط المدينة قبالة المقر السابق لمديرية التربية. الطلبة الذين عبروا عن تضامنهم مع الإضراب الذي يشنه الأطباء الإستشفائيين. وعرف محيط الكلية إجراءات أمنية استثنائية طيلة صباح أمس، في وقت عرف فيه التقاطع الدائري ازدحامًا في حركة المرور نتيجة حالة الارتباك التي خلفتها الحركة الاحتجاجية التي لم تعرفها مدينة تلمسان منذ احتجاجات الثانويين. وإزاء انسداد قنوات الحوار مع إدارة الكلية قرر الطلبة الخروج صباح أمس إلى وسط المدينة، مما أدى إلى حالة استنفار قصوى وسط مصالح الأمن التي كانت تتخوف من إنزلاقات محتملة من شأنها إثارة موجة من الصدامات خارج الحرم الجامعي، خصوصا وأن الكلية تقع وسط المدينة. الطلبة وخلال لقاء جمعهم بمدير الصحة لولاية تلمسان للعلامة عبد الحليم نيابة عن والي الولاية، الذي تنقل إلى مكان الاحتجاج طالبوا بالانتهاء من كافة البرامج الدراسية والامتحانات قبل 30 جويلية 2009، كما عبروا عن رفضهم لمنطق السنة البيضاء، فيما هددوا بتجميد الأنشطة الإستشفائية الجامعية بمستشفى تلمسان. كون الكثير منهم يزاول نشاطات بالمستشفى. وجاءت مطالب الطلبة في حركة احتجاجية تضامنا مع الأساتذة الذين دخلوا في إضراب منذ شهر أفريل الماضي. ويعتبر هذا الاحتجاج خطوة تضامنية من طرف الطلبة مع الأساتذة للضغط على الوزارة بهدف الدفع نحو حوار سريع يلبي المطالب المهنية المطروحة، وبدأت تداعيات هذا الإضراب تثير الكثير من المخاوف عقب ظهور مؤشرات عن إمكانية دخول الطلبة على خط إضراب الأساتذة، فيما تشير مصادر أخرى إلى إمكانية توسيع هذه الاحتجاجات إلى العديد من الكليات الأخرى عبر جامعات الوطن. خصوصا وأن الحوار يظل الغائب الأكبر في هذه الأزمة التي طال أمدها حسبما يؤكده العديد من الطلبة بكلية الطب لجامعة تلمسان. ونشير إلى أن عميد كلية الطب رفض الحديث للصحافة لأسباب لا يعلمها إلا هو والذين يرفضون منطق الحوار مع الآخرين.