رصدت مصالح الحماية المدنية بوهران، وهذا منذ مطلع السنة الجارية ما يزيد عن 20 حالة وفاة لأشخاص عثر على جثثهم بعد وفاتهم بمدة منها ما جاوزت الأسبوعين، وهذا على مستوى الفئة العمرية ما بين 49 فما فوق أغلبهم في الخمسينات. حيث يتم العثور على الضحايا جثثا هامدة داخل منازلهم التي يقطنونها بمفردهم ولا تكشف وفاتهم إلا بعد إخطار المواطنين المجاورين في السكن للضحايا وذلك لطول فترة غيابهم. وبعد اقتحام البيوت من قبل أع وان الحماية وفي كثير من الحالات بمرافقة عناصر الأمن يفاجأ المواطنون بجثة صاحب لمنزل وقد مضى عليها زمن من وقت الوفاة وفي كثير من الحالات يكون صاحبها قد تعرض لضربة على الرأس يثبت تقرير الطب الشرعي بعد عملية التشريح أن الضحية تعرض إلى الضربة نتيجة انزلاق على الأرضية أواصطدامه بالأثاث ولعدم إسعافه في الوقت المحدد انتهت الحادثة البسيطة إلى الوفاة وأحيانا يتعرض لجرح عميق يتطلب تحكما طبيا سريعا إلا أن المعني ينزف حتى الموت وذلك لأنه يعيش وحده. المختصون الذين يعتبرون هذه الحالات ظاهرة جديدة وخطيرة على كيان المجتمع وفصائله ترجع أسبابها بالدرجة الأولى إلى التفكك الأسري وبذلك يتوجه كل طرف إلى العيش حياة جديدة غالبا ما يفضل الزوج المكوث في منزل بمفرده إلى جانب ضعف الروابط الإنسانية داخل الأسرة الواحدة، إذ غالبا ما يهجر أفرادها بعضهم وبذلك تفتر إلى حد بعيد العلاقة بينهم إلى حد اعتبارهم غرباء عن بعضهن وعامل أخر لا يقل أهمية ومساهمة في تفش هذه السلوكات هوإن صح القول انحلال أواصر الجيرة إذ ما عاد الجيران بالحميمية التي يجب أن يكون عليه من تفقد ومساندة للجار وهي من السمات التي كان من الواجب أن تميز الشعب الجزائري والمجتمع الوهراني بصفة خاصة. إلا أنه كما يفسره المعنيون فإن ذلكم بدوره يرجع إلى انفتاح غير محمي على سلوكات المجتمع الغربي وذلك بإتباع مبدأ الانفرادية بشكل متأصل وعلى ما يبدوفإن دروب هذه الظاهرة أي العيش الانفرادي والذي ينتهي بالموت الانعزالي يشكل ضغطا وإرهاقا نفسيا قويا على أفراد المجتمع المحيط بموقع الحادثة ويكرس بدوره للانطوائية والعزلة وهي سلوكات غريبة عن المجتمع الوهراني والجزائري عموما ن فإن الحال ينبؤ باستمرار لمثل هذه التصرفات على الأقل على المدى القريب. ومن جهتهم المواطنون الذي عايشوا مثل هذه الوقائع ويستنكرونها كون عيش الإنسان بمفرده لاسيما وأنه في سن كبيرة أمر غير معهود بينهم فهم يؤكدون أن انسلاخ هؤلاء المعنيين وابتعادهم على المنهج السليم في الحياة يجعلهم يلقون مثل هذه الحياة، وعلى سبيل المثال. فإن الحالة التي أثارت امتعاضا كبيرا منذ شهرين كانت في إحدى سكنات بلدية أرزيوأين عثر على جثة شيخ 59 سنة وقد تعفنت جثته ولكم يتم كشف موته إلا بع أن فاحت رائحة التعفن من شقته وكانت أخر حالتين أول أمس إذ عثر على جثتي كهلين الأولى بقديل 15 سنة والأخرى بحي النجمة 58 سنة . وتجدر الإشارة إلى أن شرطا أخرا من الأفراد يلجأون إلى إسكان ذويهم دور العجزة طالما أنهم لا يستطيعون اقتناء شقق خاصة بهم ومنهم من يتخذ من الشارع سكنا له، إذ بلغ عدد المتشردين الذين تطفلت بهم مصالح الحماية منذ جانفي 398 شخصا دون إغفال الأعداد من الأشخاص الذين يلقون مصيرهم في الجنون. وعلى العموم فإن لجوء أشخاص يفترض حسب سنهم أنهم يمتعون بقدر من الاتزان إلى ترك عائلاتهم وقطع علاقتهم مع الناس إلى حد كهذا يفتح بابا واسعا على تغير كبير يطرأ وقد بدأ منذ زمن على المجتمع الجزائري وهونتيجة سنوات من التراكمات الثقافية والمكتسبات السلوكية التي تفرض توجها بهذا الشكل وهوما يجب أن يشكل موضوعها هاما لدراسات اجتماعية جادة.