أقدم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على مقاطعة كلمة وزير الخارجية مراد مدلسي بصورة مفاجئة قبل أن يكملها هذا الأخير، وذلك في معرض حديث رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن ”تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية عقابا على قتل المتظاهرين ورموز المعارضة”· وشرح مدلسي، وفق تسريبات تناقلتها تقارير وكالات الأنباء، ”عدم قانونية الإجراء كونه يخالف الميثاق والنظام الداخلي للجامعة العربية”، ودعا إلى آليات أخرى لإجبار النظام السوري على تنفيذ المبادرة العربية· ويبدو أن ”سمو الشيخ” لم يستسغ حديث ”معالي الوزير”، ففضل المضي في قرار بدا مقتنعا به أكثر من أي وقت مضى، خصوصا أن النظام السوري، كما يقول، أهان المبادرة العربية من خلال مواصلة عمليات القتل وعدم سحب آليات الجيش مثلما تعهد به· ويرى متابعون أن هناك أطرافا خارجية وجهات من المعارضة السورية تريد إفشال المبادرة العربية وإظهار جامعة الدول العربية بمظهر المنظمة الإقليمية العاجزة عن ممارسة دور إيجابي فاعل في الأزمة السورية يفرضه عليها ميثاق الجامعة ومقتضيات ”العمل العربي المشترك” ومفهوم ”الأمن القومي العربي”، وذلك تمهيداً لاستدعاء التدخل الخارجي مهما كان شكله أو ثمنه· وإن كانت مصر قد عبرت أمس على لسان وزير خارجيتها رفضها مثل هذا التدخل وقبلها الجزائر، إلا أن الطرف الآخر يرى أن النظام السوري لم يترك أي فرصة ل”الحوار” وفضل قمع المظاهرات بأي شكل، ومهما كان الثمن وعمر ”الثورة ضد النظام”·