افتتح مساء أول أمس بقصر المعارض الجديد ب”الكدية” في تلمسان، معرض دولي بعنوان ”من التراب والطين” الذي ينظم في إطار تظاهرة ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية”· ويهدف هذا المعرض، حسب المنظمين، إلى تعريف الجمهور بأشكال الهندسة المعمارية الترابية وتحسيسه بأهمية التراث الجزائري المبني بالمواد الترابية وضرورة الحفاظ عليه· وبإمكان الجمهور من خلال هذا الموعد الذي يسجل مشاركة حرفيين من الجزائر وبوركينافاسو وغانا وموريتانيا والنيجر وفرنسا والبرتغال، اكتشاف أوان فخارية و20 لونا من الرمال تعكس الكم الهائل من أنواع التربة· ويشمل المعرض أربع مراحل تتطرق كل واحدة منها إلى موضوع معين على غرار عالمية النمط المعماري بالتراب، حيث يتضمن جرد المواقع المبنية بالتربة المصنفة ضمن التراث العالمي لمنظمة ”اليونسكو” وصورا لبنايات عبر مختلف القارات· ويتعلق الموضوع الثاني بتنوع البناء بالتراب، حيث يسمح للزائر بالاطلاع على التقنيات التقليدية المتنوعة، في حين يتناول الفضاء الثالث حداثة البناء بالتراب، ويهدف إلى تبيين أن هذه التقنية لا تزال قائمة ولا تخص الفئات الفقيرة فقط· ويتطرق الموضوع الرابع إلى القصور المحمية المبنية بالتراب والحجارة بالجزائر، مما يسمح باكتشاف مجموعة من الصور الملتقطة من الجو والأرض ل13 قصرا من إمضاء قيس جيلالي، وذلك في إطار حملتين للتصوير نظمتا من قبل وزارة الثقافة في 2009 و2011 بهدف إثراء مخزون الصور الخاصة بمثل هذه البنايات· من ناحية أخرى، توفر هذه التظاهرة الدولية للزوار فضائين لتعميق معلوماتهم حول موضوع الهندسة المعمارية بالتراب، ويتعلق الأمر بقاعة لعرض الأفلام الوثائقية تعالج هذا الموضوع، وأخرى للمطالعة تضم حوالي 300 كتاب حول هذا الأسلوب من البناء والتراث· وأشارت محافظة المعرض، وهي مهندسة معمارية متخصصة في المعالم التاريخية، خلال ندوة صحفية عقدت على هامش التظاهرة، إلى أن أشكال هذا النمط من البناء لا يقتصر على إفريقيا أو البلدان النامية، بل تبقى حاضرة بكل أنحاء العالم، موضحة أن مدينة ”تامبوكتو” بمالي، مبنية بالتراب، والكثيرون يجهلون أن أجزاء هامة من قصر الحمراء في إسبانيا أو أسوار الصين العظيمة تضم المادة نفسها·