استعرض فريق عمل مسرحية ”المرآة” للمخرج فري مهدي محمد والكاتب سمير مفتاح، أمس، ب”قاعة الموفار” في العاصمة، تفاصيل العرض الذي يقام عرضه الشرفي مساء الغد ب”قاعة الأطلس”· وأوضح المخرج الذي كان مرفوقا بكاتب النص والممثلين الذين كانوا جميعا من جيل الشباب، أن ”المرآة” هو عمل يتناول في موضوعه الرغبة الكامنة في كل واحد منا بعالم أفضل وبروح الرغبة في التجديد ورحلة البحث عن الأفضل بداية من الذات في عالم تكسوه أكوام من الشرور النابعة من النفس البشرية، التي يراها المتحدث أصل كل المشاكل التي تعانيها الإنسانية· وقال فري مهدي إن فريق المسرحية تدارس عنوان العمل والرموز التي يحيل إليها، فاستقر على ”المرآة” التي يرى أنها تعكس من خلال شخوصها الحقيقة التي يريدها الجميع ولا يطالها البعض الذي قد ينتهي به المطاف في أروقة المصحات العقلية في عالم لا يزال يؤمن بحقيقة التغيير· وأكد المخرج أن المتتبع للمسرحية يستشف لاحقا تلك الرغبة التي تحتفظ بها النفس البشرية في التغيير بكل المعاني التي يحملها، وذلك للوقوف عند الأخطاء التي ارتكبت سابقا، وتجنبا للكثير من الممارسات والأخطاء مستقبلا· وأوضح فري مهدي أن المسرحية الجديدة التي أنتجها المسرح الجهوي بولاية معسكر، يمثل دعوة إلى الانتفاضة على الذات المثقلة بالأنانية والجبن والسذاجة والكبرياء والتفاهة التي أنشأتها معارفنا، وما اكتسبناه من حقائق ألغت إنسانيتنا، مضيفا ”نحن في أمس الحاجة لها لنزع كل ما تكدس من شوائب وترسب في أعماق جوف ضمائرنا، كي يطل كل منا على مرآته القابعة داخلها ونكتشف الحقيقة الحقيقية”، على حد تعبيره·
وفي السياق ذاته، قال الممثلون المشاركون في العمل المسرحي، إن ”المرآة” كانت بالنسبة إليهم تجربة جديدة، خصوصا أنها جمعت ممثلين من المسارح الجهوية لولايات باتنة ومعسكر وسيدي بلعباس وتيارت”، ما سمح لهم بالاحتكاك ببعضهم البعض والاطلاع على تجاربهم المسرحية· وأوضحوا أنهم تدارسوا نص المسرحية كلمة فكلمة، واستشفوا العديد من العبر والرسائل التي يمكن الاشتغال عليها في ظل التطورات التي يشهدها العالم ككل، والمنطقة العربية بشكل خاص·
من ناحية أخرى، شارك في تجسيد شخصيات مسرحية ”المرآة” التي تعرض مساء اليوم ب”قاعة الأطلس” في العاصمة على الساعة السادسة، كل من الممثلين الشباب سليمان بن واري في ثاني تجربة له مع المسرح الجهوي لمعسكر، وفتحي كافي من تيارت الذي يتمتع أيضا بتجربة في مجال الإخراج، بالإضافة إلى فوزي بن براهيم المتوج بجائزة أحسن إخراج في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، وعبد القادر جريو الذي تابع دراسات في مجال النقد المسرحي· أما ”السينوغرافيا” فهي للفنان التشكيلي عبد الله كبيري، والموسيقى والمؤثرات الصوتية لمحمد طروش·