كشفت المديرية العامة للأمن الوطني خلال الندوة التي نظمت أمس، بقاعة المحاضرات بالحامة عن الأرقام الخاصة بالعنف ضد المرأة في الجزائر، إذ تم تسجيل 7557 حالة عنف خلال العشر الاشهر الأولى من سنة 2010 أي بمعدل 22 حالة عنف منها 1753 حالة سوء معاملة و5486 حالات عنف جسدية وتسع حالات قتل عمدي، حيث تم اغتيال 5نساء من طرف أزواجهن إثر خلافات زوجية أو عائلية· وأوضح رئيس الجمعية الجزائرية للتخطيط العائلي كابوية سعيد في افتتاحه للاحتفالية الخاصة باليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة في يوم دراسي بالعاصمة، أن اللقاء الذي وضع تحت شعار لنوقف العنف: حقوق النساء الآن يهدف إلى تنظيم مرافعة باتجاه المجتمع والسلطات العمومية في إطار حملة من شأنها أن تفضي إلى تجريم كل أشكال العنف الممارس على المرأة، من خلال طرح قانون إطار لتجريم العنف ليصبح نصا عادلا ومتناسقا يجمع مجمل إجراءات الوقاية ومكافحة العنف إزاء النساء وذلك من خلال القيام بحملات توعية ضد كل ما يمت بصلة للنظرة المحتقرة للمرأة التي تقلل من صورة ومكانة النساء وكذا ضد السلوكيات غير الملائمة التي تؤدي إلى تثبيت عنف قائم على أساس جنسي والعمل على معاينة مسبقة لكل الأماكن التي من المحتمل أن يرتكب فيها العنف·
ويضيف المتحدث نفسه، أنه على الرغم من إدخال إصلاحات حديثة على القانون خلال سنتي 2004 و2006 إلا أن القانون الجزائري لم يهتم بشكل واضح بالعنف الحاصل، فضلا عن المضايقات التي تواجهها المرأة في الفضاء العمومي والأماكن العامة والعمل أو في الأماكن الخاصة داخل الأسرة وبين الأزواج·
من جهة أخرى، تنقل مراكز الاستماع التي أسستها بعض الجمعيات النسوية على لسان ضحايا العنف، شهادات سوداوية، بهذا الصدد، اذ تقرّ (س/ع) وهي أم لخمسة أولاد، أنها عانت الأمرّين على يد زوجها الذي لم يتوان حسب إفادتها في ضربها باستمرار والتنكيل بها جسديا ولفظيا وأمام مرأى ومسمع أبنائهما، ما اضطرها إلى مطالبة (جلاّدها) بالطلاق·
بدورها تحكي (ح·م) أنّ العنف الذي تعرضت له من طرف زوجة أبيها وكذا شقيقها الأكبر، انتهى بها إلى مسلك منحرف وصارت (أما عازبة)· أما (ف/ر) فهي تبرز انقلاب فلذات كبدها عليها وإقدامهم على الزج بها في دار للشيخوخة، بعدما اعتدوا عليها لفظيا لفترة طويلة، على حد تأكيدها·
والملاحظ استنادا إلى تحقيقات ميدانية، أنّ العنف الجنسي لا يزال محتدما ولم تنج منه الجامعيات والموظفات العاملات في الإدارات، وتفيد تحريات أنّ الفتيات بين 18 و26 عاما هنّ أكثر الفئات عرضة للعنف الجنسي، بسبب وقوع المئات منهنّ ضحية للتحرش خلال رحلة بحثهن عن وظائف·
كما يذهب أخصائيون اجتماعيون، إلى أنّ العنف المتصاعد ضدّ النساء لا يمكن فصله عن بروز قيم ممقوتة لدى جزائريي الجيل الجديد ك: طغيان الحياة المادية، انتشار الأنانية، الهشاشة النفسية، وسط فصام روحي وانتشار وباء مدمّر اسمه ”الخيانة الزوجية”·
في مجتمع محلي يستوعب 36 مليون نسمة، تمثل النساء نسبة 18 بالمائة من القوى النشطة، وتمثل نسبة النساء المستثمرات في الجزائر نحو 12.77 بالمائة من مجموع المستثمرين في البلاد، وهي نسبة ما تزال ضئيلة مقارنة بعددهن في الجزائر، في حين تشكّل بنات حواء 22 بالمائة من إجمالي العاطلين في سن العمل، وتكمن أهم السلبيات في عدم إدماج النساء في سوق العمل خاصة في الوسط الريفي، وكذا الشغل غير المستقر وعدم توافق التكوين مع عروض العمل·
وأظهر تحقيق حديث أنّ إجمالي النساء غير النشيطات في الجزائر، يتراوح سنهن ما بين 15 إلى 59 عاما، يقدّر ب6.5 ملايين امرأة، وبين الفئة المذكورة، هناك 51.1 بالمائة منهنّ يقطنّ في الوسط الحضري، و% 48.9 في الوسط الريفي، وتمثل النساء المتزوجات 60.6 % من هذا الوعاء، بينما 36.3% منهن عازبات و3.1 % مطلقات وأرامل، علما أنّ 37.1 % من هؤلاء النساء غير متعلمات، بينما 26 بالمائة لديهن مستوى ابتدائي و 4.3 % مستوى إكمالي أو أكثر·