تنظم الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي غدا الخميس بفندق "السفير" يوما دراسيا تحت شعار "اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة"، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، حيث سيتم وضع سياسات وأعمال مساعدة اجتماعية وإجراءات استماع واستقبال ومرافقة موجهة أساسا لهذه الفئة من المجتمع لتخفيف معاناتها، خاصة وأن الجزائر تحرص على ضمان تكفل أحسن بالنساء ضحايا العنف من خلال مجموعة من الإجراءات القانونية والصحية والنفسية والاجتماعية التي وضعتها لفائدتهن أكثر من 200 امرأة تعرضن للاعتداء الجنسي وتهدف "الإستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة والطفل" التي وضعت في ماي 2007 والتي ترتكز على معطيات التحقيق الوطني الذي قام به المركز الوطني للصحة العمومية حول العنف ضد المرأة مابين 2002 و2003 إلى تعزيز عمل المؤسسات والفاعلين في المجتمع المدني من أجل تكفل أحسن بفئة النساء. وتبدو الانشغالات المرفوعة حقيقة وواقعا مؤلمين، حيث أحصت مصالح الشرطة القضائية تعرض أزيد من 7500 امرأة لمختلف أشكال العنف خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة الجارية 2010. وأوضحت عميدة الشرطة، السيدة خيرة مسعودان، المكلفة بالمكتب الوطني لحماية الطفولة وجنوح الأحداث والنساء ضحايا العنف بمديرية الشرطة القضائية، بهذه المناسبة، أن " 7557 امرأة تعرضن للعنف من 1 جانفي إلى 31 أكتوبر 2010، حيث تعرضت 5486 منهن للعنف الجسدي"، وأنه من بين النساء ضحايا العنف هناك 9 تعرضن للقتل العمدي و1753 أخريات تعرضن للمعاملة السيئة. وأوضحت أن أغلبية عمليات القتل العمدي ارتكبت على مستوى العائلة وأن 5 من بين 9 قتلن من طرف أزواجهن بعد "خلافات زوجية أو عائلية". وارتكبت الحالات الأربع المتبقية لأسباب مختلفة من طرف الأب والبنت وزوجة الأب والصهر أو من طرف أجنبي. وأوضحت السيدة مسعودان عشية إحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أن أعمار النساء اللواتي تعرضن للعنف تتراوح مابين 18 و75 سنة. وهناك 4183 منهن متزوجات و2033 عازبات و726 مطلقات و494 أرامل، في حين لم تحدد الوضعية العائلية ل 110 منهن. وبالنسبة للوضعية الاجتماعية والمهنية لهؤلاء النساء ضحايا العنف، أوضحت السيدة مسعودان أن 5060 من المجموع الإجمالي ماكثات بالبيت (دون عمل) و1257 موظفات و373 طالبات و 54 إطارات سامية و69 متقاعدات. وأضافت أن مرتكبي أعمال العنف البالغ عددهم 7743 وهم أزواج وعشاق أو خطاب وإخوان وأقارب وآباء خضعوا لإجراءات قضائية. ويحتل الأزواج المرتبة الأولى في مجموع هؤلاء المعتدين ب1805 حالة متبوعين بالإخوة الذين مارسوا أعمال عنف ضد أخواتهم ب426 حالة وبنات اعتدين على أمهاتهن ب607 حالة، مشيرة إلى أن العنف ضد الأقارب "ازداد حدة". من جهة أخرى، تعرضت أكثر من 200 امرأة الى اعتداء جنسي أو تحرش جنسي وزنا المحارم خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة 2010 عبر التراب الوطني، وأنه "تم إيداع 221 دعوى من الفاتح جانفي إلى 31 أكتوبر 2010 من طرف نساء ضحايا مختلف أشكال الاعتداء الجنسي". ومن بين هؤلاء الضحايا تعرضت 88 امرأة لتحرش جنسي في الوسط المهني، فيما تعرضت 7 نساء لزنا المحارم، تتراوح أعمارهن ما بين 18 سنة الى 60 سنة منهن نساء متزوجات وعازبات وربات عائلات ومطلقات وموظفات وجامعيات أو دون مهنة، وبشكل عام تصدر هذه الأفعال من الأخ أو الخال أو الابن أو الحفيد أو ابن الصهر أو ابن الزوج. وحسب نفس المتحدثة فان "نساء كثيرات يتصلن بالشرطة لإيداع شكوى ويرفضن العودة ثانية لإيداع الشهادة الطبية المطلوبة في مثل هذه الحالات". من جهته، يشير تقرير أعدته منظمة الأممالمتحدة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة إلى أن 70 بالمائة من النساء يتعرضن للعنف خلال حياتهن، كما أن امرأة من بين خمس نساء تتعرض للاغتصاب أو محاولة الاغتصاب خلال حياتها.