حذرت تركيا سوريا من أنها ستتحرك لحماية نفسها إذا شكلت حملة القمع التي تشنها الحكومة السورية ضد المحتجين تهديدا للأمن الإقليمي وأطلقت العنان لموجة من اللاجئين على حدودها· ولم يذكر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الإجراء الذي قد تتخذه أنقرة، ولكنه أوضح أن بلاده لن تتردد في عزل أمن المنطقة عن الاضطرابات في سوريا· وقال أوغلو للصحفيين في أنقرة أمس ”تركيا لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لأحد، لكن إذا لاح خطر على الأمن الإقليمي حينها لن يكون بوسعنا أن نقف مكتوفي الأيدي”، مضيفا ”إذا كانت حكومة ما تقاتل شعبها وتتسبب في نزوح لاجئين فإنها لا تعرض أمنها هي فقط للخطر ولكن أمن تركيا أيضا لذا فان علينا مسؤولية ونملك سلطة لأن نقول لهم كفى”· وفي الأثناء، عبّرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا عن قلقهما العميق من استعدادات نظام الرئيس بشار الأسد لشن هجوم واسع النطاق على مدينة حمص في وقت أفادت المعارضة السورية بأن نحو عشرة آلاف جندي سوري يحاصرون المدينة· ودعت الحكومة البريطانية دمشق إلى سحب فوري لقواتها من حمص، واصفة العنف الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد إزاء المتظاهرين بأنه غير مقبول· وفي السياق ذاته، تتهم المعارضة بدورها النظام بالتحضير لمجزرة والاستعداد لشن هجوم واسع النطاق بعد مقتل اثني عشر شخصا بينهم طفلان في المدينة· وأفادت مصادر من داخل حمص في سوريا، أن المدينة تعيش حالة ”حرب حقيقية” تتخللها أزمة إنسانية كبيرة خلال الأيام الأخيرة، فيما تقوم قوات الأمن والجيش بحفر خنادق في محيطها· وقال هادي العبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، إن المدينة تشهد كارثة إنسانية وسط منع السلطات من وصول الوقود والغاز إلى المدينة، وقطع الإمدادات الطبية عنها· وأكد العبد الله أن ”الديزل” وعبوات الغاز مفقودة في المدينة، متهما السلطات السورية بإحراق صهريج ”ديزل” حاول الأهالي إدخاله إلى المدينة قبل أيام، وقامت بالسيطرة على صهريج آخر، ثم باعته للأهالي في وقت لاحق بسعر مضاعف بلغ 50 ليرة ”دولار أمريكي” لليتر الواحد· وقال المصدر إن الحكومة السورية حولت المشافي الوطنية إلى ثكنات عسكرية، وحاصرت جميع المشافي الخاصة، في وقت تقوم فيه بمنع دخول الأدوات الطبية والأدوية إلى الأحياء السكنية، وتعتقل المسعفين والأطباء، مستشهدا في ذلك باعتقال طبيب ناشط في مدينة الحولة، وهو مدير إداري بالمشفى الوطني وعضو بالهلال الأحمر، وسلم إلى أهله جثة هامدة عليه آثار التعذيب، بعد أن وجدوا في سيارته بعض الأدوية، حسب المصدر· وفي حين أكد مصدر في مجلس الثورة بمحافظة حمص، أن قوات الأمن السورية أحاطت المدينة بالخنادق دون معرفة السبب، اعتبر المعارض السوري فايز سارة أن الهدف من هذه الخنادق هو السيطرة على مداخل المدينة·
من ناحية أخرى، دعا رئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز الحكومة السورية، للتعاون مع جامعة الدول العربية لمعالجة الأزمة المستعرة في سورية منذ مارس الماضي، ”لأننا لا نريد ليبيا أخرى في سورية”· وحذر الأمير مقرن، وهو أخ غير شقيق للملك السعودي، من إضاعة الفرص وعدم التعاون مع الجهود العربية ”التي لا تستهدف التدخل في الشؤون الداخلية لسورية أو التعدي على سيادتها الوطنية بقدر حرصها على حماية أبناء الشعب السوري من القتل”· ونقلت صحيفة ”الوطن” السعودية في عددها الصادر أمس، عن الأمير مقرن قوله ”نحن لا نريد التدويل ولا نريد أن تدفعنا دمشق إليه لأنه سيأخذ الأمور إلى منحنى آخر ولن تبقى تحت سيطرة أو اختيار دمشق”·