أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن العمليات العسكرية ضد المدنيين في سوريا ينبغي أن تتوقف على الفور ودون شروط، محذرا الرئيس السوري بشار الأسد من أن هذه هي ”الكلمات الأخيرة” لتركيا. وقال داود أوغلو في مؤتمر صحفي ”هذه كلمتنا الأخيرة للسلطات السورية أول ما نتوقعه هو أن تتوقف هذه العمليات على الفور وبلا شروط” ألمانيا تدعو مجلس الأمن إلى التصدي للقمع في سوريا وأضاف دون الخوض في تفاصيل ”إذا لم تتوقف هذه العمليات فلن يبقى ما نقوله بخصوص الخطوات التي ستتخذ”. وحث الزعماء الأتراك الأسد بشكل متكرر على وضع حد للعنف وإجراء إصلاحات بعد تفجر الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكمه قبل خمسة أشهر. وقال وزير الخارجية التركي، إنه لم يتم خلال زيارته أخيراً إلى سوريا إعطاء النظام السوري أي فرصة أو وقف للعمليات العسكرية. وأوضح أوغلو في مؤتمر صحافي أنه جرت اتصالات على جميع المستويات في النظام السوري منذ الاربعاء الماضي، وتحدثنا معهم حول ضرورة وقف جميع العمليات العسكرية، ولكن دون جدوي، فلم تتوقف العمليات بل زادت. وقال أوغلو إنه لا يمكن تبرير ما حدث من خرق وانتهاكات لحقوق الإنسان، وما يحدث للشعب السوري يجب وقفه فوراً، ودعا لسحب جميع المظاهر العسكرية من المدن السورية وعودة الحياة الطبيعية؛ لأنه دون ذلك لا جدوي لأي تصرفات أو خطوات يتم اتخاذها للتعامل مع الوضع. وشدد الوزير التركي على أن بلاده تعمل على دعم التحرك الديمقراطي في سوريا كما في مصر وتونس، وفي المنطقة. وختم أوغلو بالقول إنه من الآن فصاعداً ننتظر من النظام السوري وقف العمليات فوراً، ونريد أن يعرف النظام السوري والمجتمع الدولي ذلك. من جانبها، دعت ألمانيا أمس إلى فرض مزيد من العقوبات على سوريا في إطار الاتحاد الأوروبي وحثت مجلس الأمن الدولي على مناقشة الحملة الأمنية الحكومية هناك مرة أخرى هذا الأسبوع. وفي سياق آخر أدى الهجوم الواسع لقوات الأمن السورية على اللاذقية الاثنين إلى نزوح آلاف الفلسطينيين من احد المخيمات الواقعة في هذه المدينة، ما دفع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) إلى الاحتجاج، في حين سجل وقوع خمسة قتلى برصاص القوات السورية في مناطق متفرقة من البلاد بينهم أربعة في اللاذقية. وأفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان أن أربعة قتلى سقطوا أمس برصاص قوات الأمن السورية في اللاذقية، في حين سقط قتيل في بلدة الحولة في محافظة حمص. وإثر القصف الشديد الذي تتعرض له اللاذقية، أعلنت الأونروا أن أكثر من خمسة آلاف لاجئ فلسطيني فروا من مخيم الرمل في هذه المدينة، مطالبة دمشق بالسماح لها بدخوله، حيث قال الناطق باسم الأونروا كريس جونيس إن ”آلاف اللاجئين فروا من المخيم، هناك عشرة آلاف لاجئ في المخيم وهرب أكثر من نصفهم.. يجب أن ندخل إلى هناك لنعرف ما الذي يحصل”. ويأتى ذلك غداة مقتل 30 شخصا على الأقل برصاص قوات الأمن السورية بينهم 26 في اللاذقية التي كانت هدفا لعملية عسكرية واسعة شاركت فيها زوارق حربية قصفت بعض أحياء هذه المدينة.