هدد عمال وحدة الأنابيب الملحمة وغير الملحمة بمركب أرسلور ميتال بالحجار، بشن إضراب مفتوح، احتجاجا على الوضعية التي آلت إليها الوحدة، مع برمجة جلسة عمل طارئة يوم الثلاثاء القادم تخصص لتشريح الوضعية الراهنة، وضبط جملة من المطالب العاجلة وتقديمها للمديرية العامة للمؤسسة، مادامت كل المعطيات توحي بأن الغلق النهائي لوحدة الأنابيب أصبح بمثابة المصير الحتمي، وإحالة 360 عاملا على البطالة التقنية أمر لا مفر منه· وذكر المجلس النقابي للمؤسسة في بيان تحوز ”البلاد” على نسخة منه، أن ملف هذه الوحدة يبقى واحدا من أثقل الملفات التي طرحتها نقابة المؤسسة على المركزية النقابية، المديرية العامة، وزارة الصناعة ورئاسة الحكومة مؤخرا، لأن وحدة صناعة الأنابيب غير الملحمة كانت قد تكفلت بتزويد مشاريع أنابيب على مسافة 15 ألف كيلومتر عبر كامل التراب الوطني، لكن خطأ تقنيا في مشروع كان بصدد الإنجاز بين ولايتي سوق أهراس وتبسة كلف المركب 8 ملايين دولار، وهو الخطأ الذي دفع بمسؤولي سوناطراك وسونلغاز إلى تفضيل التعامل مع الأجانب، مع شلل تام في الوحدة المتواجدة بمركب الحجار، بسبب عدم وجود طلبيات في الإنتاج لمدة تقارب سنتين متتاليتين، حيث أصبحت العروض التجارية لمركب الحجار ترفض بمجرد التقدم بالطلب، رغم أن السوق الوطنية تعرف استيراد ما لا يقل عن 400 ألف طن من الأنابيب سنويا، من دون أن تتمكن الوحدة التابعة لمركب الحجار من بيع ولو قنطار واحد طيلة 24 شهرا، الأمر الذي تسبب في كساد المنتوج، مع توقف الورشات عن الإنتاج نهائيا، ولو أن مؤسسات سوناطراك، نفطال وسونلغاز تتقدم بطلبيات كثيرة للمؤسسات الأجنبية، لأن الأنابيب المنتجة تستعمل في الصناعات البترولية ونقل واستخراج البترول والغاز· كما تستعمل أيضا في عمليات التنقيب واستغلال الآبار الارتوازية ومشاريع الري، لكن استيراد نحو800 ألف طن في سنتين قابله كساد المنتوج بورشات التخزين بمركب الحجار· واستنادا إلى البيان نفسه، فإن نقابة المركب كانت أعدت جملة من الإحصائيات كشفت من خلالها أن 11 مستوردا يزاولون نشاطهم في استيراد الفولاذ والحديد من الخارج، مستفيدين من إلغاء الضريبة الجبائية عن مستوردي مادة الحديد، وما كان لذلك من تأثيرات هامة ومباشرة على مستويات الإنتاج بالمركب، لأن إجمالي الكمية المستوردة تقارب 2 مليون طن سنويا، وهو رقم يمثل ثلاثة أضعاف إنتاج مركب الحجار·