”أنقذونا·· نعاني الأسر والظلم والغربة” روي الجزائري محمد وابد من مدينة الشلف، والموقوف في سجن سوسة بالسليمانية بإقليم كردستان العراقي، جزءا من المعاناة اليومية التي يكابدها هو وخمسة جزائريين مسجونين معه، بعدما جرى توقيفهم من قبل السلطات العراقية وأدينوا بأحكام تتراوح بين 10 و15 سنة، بتهمة ”تجاوز الحدود العراقية”، في ثلاثية ”الأسر، الظلم والغربة”· بلهجة جزائرية مصحوبة بلكنة عراقية، قال محمد وابد من سجنه الذي تديره السلطات العراقية ل”البلاد”، ”نحن على أبواب انسحاب أمريكي من العراق، وحينها ستلتهمنا الطائفية داخل زنزاناتنا، ولهذا نناشد الرئيس بوتفليقة أولا، ومن بعده كل السلطات الجزائرية، التدخل لفك أسرنا، الذي نوجد فيه منذ 6 سنوات ومدانون بأحكام ثقيلة وغير منطقية”، فالقضية حسبه مسألة أرواح جزائرية في الأسر قد تدفع حياتها في أية لحظة بسبب الطائفية، ويعتقد وابد أن الوقت الحالي المتزامن مع اقتراب انعقاد القمة العربية ببغداد هو أنسب فترة لتدخل الدبلوماسية الجزائرية· وعن ظروف المحاكمة يقول وابد الذي ناب عن زملائه الجزائريين في الحديث ل”البلاد”، ”لا محامين ترافعوا في حقنا، كما أننا حرمنا من حق الاستئناف الذي هو مكرس في كل المواثيق الدولية، المحاكمات كانت سرية وحضرها الأمريكان الذين قرروا أن ندان بالأحكام القاسية ولم يكن القاضي العراقي إلا ناطقا للحكم”· ويؤكد محمد وابد في هذه النقطة أنه جرى إبلاغه بالأحكام السالفة الذكر قبل سنة من المحاكمة، ”لقد سمعت أنني سأدان ب 15 سنة سجنا من المحققين الأمريكان الذي تولوا ملفي”، ويضيف ”القاضي الذي حاكمني قالي لي يا ابني لا أستطيع أن أقدم لك شيئا”، ويتساءل ”كيف أدان ب 15 سنة عن تهمة الدخول إلى التراب العراقي هل هذا الفعل يستدعي الحكم القاسي”· أبلغت وابد أن السلطات العراقية تؤكد أن المحاكمات التي تمت كانت نزيهة في كنف احترام حقوق الإنسان، وهو ما رفضه جملة وتفصيلا، ويرد على ذلك بالقول ”مستعد لمناظرة أي مسؤول عراقي عما يقوله، وأكشف حينها الظلم الذي تعرضنا له وطريقة محاكمتنا التي كانت بعيدة كل البعد عن أبسط الحقوق الواجب توفرها للمتهمين”· ورغم الحالة الصعبة التي يمرون بها في سجن سوسة بإقليم كردستان العراق، فإن محمد وابد يعتبر ظروفهم أفضل من الظروف التي يوجد عليها السجناء الجزائريون في سجن الناصرية بالجنوب العراقي، كون إدارة السجن غالبيتها شيعة، وناشد وابد السلطات الجزائرية والعراقية نقل السجناء الجزائريين إلى سجن سوسة· ويتحدث وابد وزملاؤه عن الدور الذي تلعبه أمريكا في صراعها مع إيران، حيث عرضت عليهم إطلاق سراحهم مقابل العمالة لها بجلب المعلومات عن تحركات الإيرانيين في العراق، كما عرضت عليهم تجنيدهم في صفوف المقاومة العراقية لرصد تحركاتهم·