* * * * قسنطيني: "لم يتصل بنا السجناء أو عائلاتهم وسنطرح قضيتهم على الخارجية لبحث حلها" * * * يشن ثمانية سجناء جزائريين قابعين بسجن سوسي في العراق، شرق مدينة السليمانية الشمالية، إضرابا مفتوحا عن الطعام، من ضمن 120 سجين من جنسيات عربية وفرنسية، احتجاجا على أوضاعهم السيئة، وتعرضهم لسوء المعاملة، واستنجدوا بالسلطات العمومية مناشدينها التدخل، ويتعلق الأمر بكل من خالد محمد عبد القادر، باريس كمال موسى، محمد أحمد محمد، ومحمد بريكة الطيب، رميش إيهاب علي محمد، علي أحمد أحمد، عبد الله محمد عطا الله محمد، وإسماعيل محمد عبد الله عبد الله. وطالب السجناء بتدخل الحكومة لدى السلطات العراقية السياسية والقضائية للإفراج عنهم، أو نقلهم واستكمال باقي العقوبة في دولهم الأم، حيث تمكن المساجين من تمرير رسالة إلى جهات حقوقية لكشف واقعهم المؤلم، ومن ثمة الضغط على السلطات العراقية لتحسين ظروف اعتقالهم على الأقل، حيث كشف المحامي الأردني، عبد الكريم الشريدة، عضو ناشط في المنظمة العربية لحقوق الإنسان، فرع الأردن، أنه تلقى اتصالا من قبل مجموعة السجناء والمعتقلين منذ أيام، تتضمن قائمة بأسمائهم وأرقامهم في السجن، وتفاصيل عن القضايا المتابعين بشأنها، والنصوص القانونية المعتمدة في إدانتهم، ونقلت عنه "الحياة" اللندنية التي أوردت الخبر قوله: "أبلغت عن تعرضهم لسوء المعاملة والظلم وهم يناشدون حكوماتهم التدخل للإفراج عنهم أو قضاء عقوبتهم في سجون دولهم". * * ولم يوضح المحامي والحقوقي طبيعة المحاكمات والقضايا المتابعين فيها، وإن كان من ضمنها ما يتعلق بالإرهاب والمساس بالأمن العام، ضمن أعمال التحالف الدولي، كما لم يشر إلى إفادات حول واقع السجون الأخرى، باعتباره حقوقيا، حيث تبقى حقائقها بعيدة عن الأضواء، والتي من المنتظر أن تتكشف أمورها في غضون الأشهر القادمة، بعد انسحاب الجيش الأمريكي وباقي قوات التحالف، وتتسلم بغداد كل صلاحياتها في إدارة وتسيير الشؤون الأمنية، ومنها المؤسسات العقابية. * * وأبدى، رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان، مصطفى فاروق قسنطيني، في تصريح ل "النهار"، أمس، استعداده للتكفل بقضية الجزائريين الثمانية، ونقل انشغالاتهم إلى الجهات الوصية مباشرة، وقال "سأتصل بمصالح وزارة الخارجية وأطرح عليها القضية، وسنعمل على الوقوف على أمرهم ومن ثمة إيجاد حل عاجل لهم". ولم يستبعد المتحدث أن يكون للسجناء الجزائريين ونظرائهم علاقة بالوضع الأمني في العراق، وأنهم ينتمون إلى المعتقلين في إطار ما يسمى بمحاربة الجيش الأمريكي والتحالف للقاعدة، مشيرا إلى أنه يفتقر إلى المعلومات الكافية المتعلقة بشأنهم، وأن ما لديه سوى ما أثارته الصحافة. * * وإلى جانب الجزائريين الثمانية، ينتمي أكبر عدد من السجناء المذكورين إلى المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى معتقلين من دول عربية أخرى، مثل تونس، اليمن، سوريا، مصر، الأردن، لبنان، الكويت، السودان، الصومال، ليبيا، المغرب، فضلا عن سجناء يحملون الجنسية التركية والفرنسية. * * من جهتها، وبعد نشر الخبر، نفت إدارة سجن سوسي الكردي، الواقع على بعد 330 كلم شمال شرق بغداد، إضراب 120 سجين ينتمون لجنسيات عربية عن الطعام احتجاجا على سوء أوضاعهم الإنسانية. ونقل موقع "ايلاف" في نفس اليوم أن مسؤولي السجن أكدوا أن الخبر غير صحيح، وأن السجن مفتوح أمام منظمات حقوق الإنسان، وخاصة الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العراقي لتقصي أوضاع السجناء والمحكومين في السجن. وأوضحوا أنه" بإمكان وسائل الإعلام بعد الحصول على موافقة وزارة العدل زيارة السجن ومقابلة السجناء الذين نشرت أسماؤهم لمعرفة الحقيقة". * *