السلطات تشرع في محاربة مافيا المتاجرة بالشهادات الجامعية كشفت مصادر مطلعة ل”البلاد”، أن لجنة التحقيق التي أوفدها وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية إلى معهد الحقوق بجامعة منتوري بقسنطينة، توصلت إلى إدانة عميد المعهد، الذي أصدر الوزير قرارا فوريا بإقالته وتعويضه بالبروفيسور ”محمد زعموش”، وذلك بعدما توصلت اللجنة التي كلفها حراوبية بالتحقيق إلى حدوث ملابسات وتلاعب بنتائج مسابقة الماجستير التي جرت بتاريخ 15 من شهر أكتوبر الماضي، وأعلنت نتائجها يوم 18 من شهر نوفمبر، ما أدى إلى اندلاع موجة موسعة من الغضب والاحتجاج من طرف الطلبة الذين شاركوا في المسابقة، وذلك بعد نجاح ابنة عميد المعهد المقال ”ق·ج”، على الرغم من ”إجماع” عشرات الطلبة على محدودية مستواها· وحسب المصادر المطلعة التي تحدثت ل”البلاد”، فإن لجنة التحقيق التي أوفدها حراوبية وتابع مجريات عملها بكل التفاصيل، توصلت إلى ضلوع العميد المقال في عملية تزوير النتائج من خلال تسريب الأسئلة وأجوبتها وذلك رفقة أحد الأساتذة· كما توصلت اللجنة إلى تدخل العميد المقال في إدراج اسم ابنته ضمن قائمة الناجحين· وقد تبين من خلال اطلاع أعضاء لجنة التحقيق على جميع أطوار المسار الدراسي للمعنية أن مستواها ”عادي جدا” و”متواضع”، و”لم تكن من النجباء ولا من المتفوقين”· وكشفت المصادر التي تابعت القضية، أن العميد المقال سارع إلى تقديم استقالته الكتابية لرئيس الجامعة بعدما عجز تماما عن الرد على أجوبة المحققين، خاصة وأن شائعات كانت قد وصلت بأن الوزير قرر إقالته· هذا ومن المنتظر أن يجلس ثانية العميد المقال رفقة أحد الأساتذة بالمعهد والذي ثبت تورطه هو الأخر، على طاولة لجنة أخلاقيات المهنة للاستماع لأقوالهما· تجدر الإشارة إلى أن مئات الطلبة الذين شاركوا في مسابقة الماجستير التي جرت شهر أكتوبر الفارط كانوا قد هددوا أنه في حالة ما إذا لم تعلن نتائج التحقيق الوزارية التي بعث بها الوزير إلى معهد الحقوق بجامعة منتوري، فإنهم سيلجأون إلى العدالة ومتابعة مسؤولي الجامعة بتهمة التزوير واستغلال المنصب لخدمة أغراض ومصالح شخصية، مثلما ورد في أعداد سابقة من ”البلاد” التي كانت أول من نشرت الخبر/ الفضيحة، بعد أن لجأ إليها الطلبة الضحايا مباشرة بعد تسرب أنباء عن حصول التلاعب·